العبرة في المنافسة الحقيقية

 

 

إجراءات المؤسسة السورية للتجارة في ظاهرها إيجابية تطمئن الناس على أن هذه المؤسسة تستطيع السيطرة على السوق، وتكون منافساً حقيقياً له، وذلك من خلال معروضاتها من منتجات غذائية ومواد تموينية، خاصة وأن الحكومة قد قدمت لهذه المؤسسة الدعم المالي اللازم والذي قدر بأربع مليارات ليرة بغية التوسع الأفقي من خلال تنفيذ افتتاح عدد من الصالات وترميم صالات أخرى قبل نهاية العام الحالي.
لتنفيذ كما قلنا خطة تشمل التوسع الأفقي للصالات وترميم وإصلاح وحدات الخزن والتبريد وترميم وإنشاء المسالخ وأتمته صالات ومستودعات المؤسسة، وذلك بهدف تطوير عمل المؤسسة وتفعيل دورها الإيجابي في الأسواق بشكل أوسع.
نعتقد أن هذا الكلام جميل، لكن على ما يبدو الكلام شيئاً والواقع شيء آخر، الواقع يدل على عدم قدرة هذه المؤسسة على منافسة السوق الذي تسيطر عليه مافيات البيع والشراء، والمنافسة هنا محدودة في بعض المواد التي هي غير أساسية أصلاً، صحيح أنها طرحت تشكيلة واسعة من مختلف المواد والسلع الغذائية الأساسية والضرورية والاستهلاكية ومن الماركات المطلوبة ومنها مواد ذات العلاقة بمستلزمات العيد من الألبسة والأحذية والجلديات في جميع صالات ومنافذ بيع المؤسسة بالمحافظات، وبنفس النوعية والجودة والسعر بما يرضي أذواق المستهلكين، مع التأكيد أن أسعار السلع بالمؤسسة أقل من أسعار القطاع الخاص بنسب متفاوتة تتراوح بين 15 إلى 20 بالمئة كالسكر والرز والمعلبات والحبوب والزيت، طبعاً كل ما يشار إليه على الورق لكن لو كلف أحد المعنيين نفسه ونزل إلى السوق لوجد أن كل ما يقال عن منافسة السوق مجرد كلام في «الهوا».
وهنا نتساءل: هل افتتاح المزيد من الصالات يحلّ مشكلة الغلاء في السوق، خاصة إذا ما علمنا أن المؤسسة ليست منافساً حقيقياً للتجار والباعة الذين يتلاعبون بالأسعار كما يشاؤون ولا من حسيب أو رقيب، ناهيك عن أن مصدر المنتجات المعروضة في الصالات مصدرها هؤلاء التجار، ثم إن المؤسسة تتحدث عن أسعار اللحوم في صالاتها، وأي صالات توجد فيها، قطعاً هي صالات محدودة لا تفي بالغرض..؟.
بكل الأحوال ما نريده من هذه المؤسسة الوطنية أن تكون منافساً حقيقياً للتجار الذين يستغلون حاجتنا للمواد الغذائية الرئيسية، لأن العبرة ليست بافتتاح المزيد من الصالات، إنما العبرة في منافسة السوق، وتكون أسعار هذه الصالات أقل بكثير من أسعار السوق، ونقطة من أول السطر.
اسماعيل جرادات
asmaeel001@yahoo.com

 

التاريخ: الأثنين 12-8-2019
رقم العدد : 17048

آخر الأخبار
القطاع العام في غرفة الإنعاش والخاص ممنوع من الزيارة هل خذل القانون المستثمر أم خذلته الإدارات ؟ آثار سلبية لحرب إيران- إسرائيل سوريا بغنى عنها  عربش لـ"الثورة": زيادة تكاليف المستوردات وإعاقة للتج... تصعيد إيراني – إسرائيلي يضع سوريا في مهبّ الخطر وحقوقي يطالب بتحرك دبلوماسي عاجل جرحى الثورة بدرعا : غياب التنظيم وتأخر دوام اللجنة الطبية "ديجت" حاضنة المشاريع الريادية للتحول الرقمي..خطوة مميزة الدكتور ورقوزق لـ"الثورة" : تحويل الأفكار ... " الثورة " ترصد أول باخرة محملة 47 ألف طن فحم حجري لـ مرفأ طرطوس دعم مفوضية شؤون اللاجئين والخارجية الأميركية "من الخيام إلى الأمل..عائلات سورية تغادر مخيم الهول في ... قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران