تعرية

الملحق الثقافي:هنادة الحصري :

ثمة سر غريب لم نسبره بعد، يعيش الإنسان منذ صيرورته الأولى دورات الحياة، وتعيشه الحياة، يحيا عبر امتداد زمني طويل أو قصير نسبياً، ويطال ذاتنا نضج ووعي معرفي يأخذنا إلى تحقيق غايتنا التي نحلم بها. تتقاطع فضاءات الحياة معنا، وربما تتصادم، فهل نتعلم من هذا التصادم ماهية النفس الانسانية؟
المراّة، هذه الأداة التي نستعملها لنرى خارجنا الظاهر، هل جربنا أن ننظر منها الى داخل أعماقنا؟ هل رأينا ألوان الكلمات الكاذبة؟ هل طالعتنا صور الألم التي حفرت في داخلنا؟ تبرز الذاكرة أمام المراّة صارخة، فقد استدعينا صورتنا الحقيقية، وخز في العمق، وصراخ في الداخل، ثم ترد الأجوبة، كثيرون لم يتعلموا من أخطائهم وبقوا يجلدون ذواتهم، أين ضميري الرادع الذي يحثني على تنقية قلبي من الحقد والأنانية؟
يقول علم النفس عن التصالحية «يجب التعلم من الأخطاء، وإذا كان الفرد لا يستطيع التحكم بردات فعله تجاه الأحداث ولم يتعلم منها، فلا بأس من ممارسة التدريب على التخلص من اّثار هذه الردات، ففكرة الندم تساهم في تقليل شأن الذات وعلى المرء أن يقول لقد أخطأت وفي المرات القادمة سأتجاوز خطئي».
لا ننكر أن هناك أثقالاً ننوء بها، هذه الأثقال تتناقض وأحقيتنا في حياة نصنعها وفق تمثلنا الخاص لها، نحن الشرقيون نرمي الحق على الجميع ونحن وحدنا على حق، أننكر أن هناك استغلالاً من كل الشرائح الاجتماعية؟
يقال أن تكوين الشخصية يبدأ من الأسرة، فهل كانت تعاليم أسرنا خالية من منظومة المحبة والانتماء؟ أشك في ذلك، لأن علم التحليل النفسي يثبت أن هناك فطرة نقية متأصلة في الإنسان، ثم تليها التربية والتوجيه الأسري. يقول شكسبير: «الوطنية هي إيمانك أن بلدك أسمى من باقي البلدان فقط لأنك ولدت فيه».
ثمة مدينة عتيدة اسمها الشام كتبتها على أنفاسي، وهذه الشام هي التي تدفعنا جميعاً لنعود من جديد ونفكر في إعادة بناء الإنسان داخلنا بعيداً عن كل أخطائنا التي نتمنى لو نعرفها أو تكشفها لنا المراّة، لنهدي بعضنا لصاقات محبة بعيداً عن كل حقد وعداء. أتمنى لو أنني أستطيع قلب كل هذه المعادلات والخروج من هذا المناخ الملوث صحياً وثقافياً وأخلاقياً واجتماعياً، ولكني أعود لأقول سنستقبل طاقة الحياة بإيجابية ونحياها بتفاصيلها برغم كل الصعوبات. فلنفتش عن المحبة داخلنا، وإذا لم نجدها فعلى الأقل نبتعد عن الأشواك، فالحياة أقصر من أن تنتظرنا لنفرغ حقدنا، وبعدها نفكر في كلمة المحبة هذه. 

التاريخ: الثلاثاء27-8-2019

رقم العدد : 17057

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا