تميز معرض دمشق الدولي مُذ رأى النور في بداية خمسينيات القرن العشرين، أنه الجسر السوري إلى العالم، في اتجاهين: أخذ وعطاء.
ما من شك أنه نافذة على ما يحدث في العالم من تقدم يأتي إلينا ملموساً على هذا الجسر، وهو سبيلنا إلى اطلاع العالم بشكل حسي أيضاً على وقائعنا ومنتجاتنا.
ويجسد هذا المعرض في دورته الحادية والستين، العناد السوري الجريء والحكيم، على الجبهة الاقتصادية المحتدمة الآن، في سياق الحرب على سورية وضدها وبعد أن تلقى أعداؤها من محور الشر وعتاته في العالم (أميركا وإسرائيل) ضربات موجعة كان آخرها انتزاع خان شيخون في محافظة إدلب من براثن مرتزقتهم.
يركز أعداء سورية اليوم على تجريب حظهم مع الورقة الاقتصادية، عبر الحصار، والعقوبات الفردية والجماعية، والتعملق الاميركي السخيف عَلى تلال الوهم، إنهم ما زالوا شرطي العالم، وكم يبدو مضحكاً مثل تصرفات (ترامبهم) ما ورد على الموقع الالكتروني لسفارتهم (المغلقة) في دمشق، من شكر لمن أخبرهم عن معرض دمشق الدولي ومشاركات عالمية وعربية فيه، وتلويحه بعصا العقوبات. أيعقل هذا العته لدولة تملك آلاف الأقمار الاصطناعية في الفضاء ومئات الآلاف من وسائل الإعلام وأخطر وكالة مخابرات عالمية، أن تنتظر حاقداً يخبرها عن معرض عريق لطالما شاركت فيه هي ذاتها في سنوات خداعها للعالم.
تقدم الدولة السورية في الدورة ٦١ لمعرض دمشق الدولي الحالي، عرضاً حيّاً لإصرارها على النصر في المعركة الاقتصادية تماماً كانتصاراتها المتتالية في المعركة العسكرية، وتقول بوضوح ووسط أجواء من الحيوية الشعبية ومشاركة ٣٨ دولة و٢٥٠٠ عارض، إن العالم اليوم لم يعد قطباً واحداً وإن أصدقاء سورية كثر، وهي بإصرارها على الإنتاج، وصون دوران عجلة الحياة، ستقوى على أن تهزم سعي الأعداء المحموم، إفقار الشعب السوري وتجويعه وحرمانه من احتياجاته الأساسية بعد تدمير بنى تحتية ومنشآت ومساكن جرى تقدير تكلفة إعادة بنائها بأربعمئة مليار دولار. ما من شك أن المعركة صعبة جداً لكن الرهان على بأس السوريين، بأس أذهل العالم وأعاد للأذهان عصور الأعاجيب.
معرض دمشق الدولي جرعة منعشة لدوران عجلة الإنتاج في بلادنا وهي أساس حياتنا الأفضل.
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059