بعناوينها العريضة لا تختلف، إذ تتشابه حكايات ومعاناة المواطنين عند خوضهم لرحلة طويلة أشبه بالدخول في متاهات أثناء تلبية حاجتهم الاضطرارية التي لا مفر من تحقيقها، فمع اطلالة (أيلول) تطل معه الضغوطات المادية، إذ إن آلاف الليرات لم تعد تشكل سلاحاً فعالاً أمام ذاك السوق الشرس، ولن تستطيع ألوان العملة أن تخفف وطأة شهر مزدحم بالمتطلبات، وعبثاً يحاول المواطن أن يتخطى الشهر دون استدانة رغم تقشفه الذي تزيد حدَّته يوماً بعد آخر.
مع بداية كل عام دراسي تنتاب الأسرة حالة من التوتر، فأفواه أسعار المستلزمات المدرسية تلتهم ما في الجيوب، إضافة إلى تزامن المدارس مع إعداد (المونة) وتأمين مادة المازوت، أسعار تفتح أفواهها لتأكل كلّ مدخرات الأسرة، في زمن طالته يد الجشع والطمع، والملاحظ أن الأسعار ترتفع، يرافقها ثبات في الأجور، وجنون لها يلقي بظلاله ويسرق أي نوع من الفرح، بعدما شهدت الأسواق أجواء من الانفلات وسط مطالب بتدخل الأجهزة المسؤولة للقضاء على (غول الأسعار) الذي توحش والتهم دخول المواطنين، وباتت الجيوب مثقوبة تصدح بهواء غربة الراتب عنها.
منذ سنوات وأسواقنا المحلية تعيش حالة من التجاذبات الاقتصادية، وما يحدث هو مزيد من الاختناقات، وكأن الجهات المعنية أصبحت كمن أضاع البوصلة، فتباين أسعار السلع وارتفاعاتها المستشرية هي الحالة السائدة داخل أسواقنا، كما أنها تختلف بنسب تكاد تصل أحياناً لأكثر من الضعف، في الوقت الذي تختفي فيه كل مقومات الحماية تجاه السعر والنوعية، مع تلاعب معلن في الأسعار، فلا رقابة في معظم الأحيان، وهي ترتفع وتهبط حسبما تقتضيه مصلحة التاجر وجشعه وطمعه، وفي الأغلب يكون المستهلك مضطراً للشراء والكل يريد أن ينهش منه.
المضحك المبكي، أن مؤسسات التدخل الايجابي تدخلت، لكن مع تباين بالكاد يذكر عن أسعار السوق، فلم يكن تدخّلاً حقيقياً يشير إلى أن مؤشرات تلوح في الأفق تنذر بفارق بين أسعارها وأسعار السوق.
على صعيد آخر، أطلقت عدة جهات مهرجانات تستهدف تقديم عروض على المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة، لدعم القدرات الشرائية لدى ذوي الدخل المحدود، ورغم ذلك يتواصل مسلسل ارتفاع الأسعار الذي يسبب خللاً واضحا في ميزانية الأسر التي لديها من ارتفاع الأسعار في المواد الأخرى ما يشغلها ويكفيها عن تحمل زيادة أسعار المستلزمات المدرسية.
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059