ترفيه اجتماعي.. بتكاليف بسيطة

مع انطلاق الفعاليات المختلفة لمعرض دمشق الدولي في دورته الحالية، حوّل السوريون والزوار من الأقطار المختلفة كعادتهم المعرض إلى نزهة شعبية لها طقوسها واستعداداتها وأوقاتها الجميلة ،والتي جعلته متنفسا كبيرا بحجمه وذكراه، حقق من جملة ما حققه مرحا وسعادة للكبار قبل الصغار.. في جولة سريعة في أجوائه كانت لنا اللقاءات التالية:
السيدة غدير ظاهر التي تفترش مساحة من الأرض الخضراء مع عائلتها ولتقضي سيرانا ممتعا حسب قولها :»مي وخضرة ووجه حسن ومتنفس كبير لي ولعائلتي وبتكاليف بسيطة جدا» فالمواصلات مؤمنة ومجانية وكل ما نحتاجه موجود بالمعرض من الخبز إلى كل احتياجات أطفالي ومن معي نقضي به وقتا ممتعا ونتسوق ما نريده.
العم أبو ماهر يجلس مقابل الجناح السوري وعائلته للاستراحة من التجوال ولتناول بعض الطعام حيث يقول: المعرض بسنواته الطوال أصبح مرجعا وذاكرة سياحية وفنية وجمالية لكل من تمتع بأجوائه الخلابة ،وعندما نظر إلى نافورة المياه قال:لم أجد مكانا يعطيني راحة نفسية وفكرية مثل هذه القعدة البسيطة والمؤثرة بالروح قبل العقل الحمد لله وأدامها نعمة.
أم سامر لم تتجاوز الأربعين من عمرها حسب قولها تمنت أن يطول المعرض فالأجواء «ولا أحلى من هيك» والكثير من الأشياء تدعو إلى السرور مثل شراء الألعاب والملابس،والتنزه فالأسعار مقبولة والشيء الأجمل هي الألعاب للكبار قبل الصغار وليس عيبا انني قد لعبت وأطفالي فما يفرحهم يفرحني ومشاركتي لهم بالألعاب يعطيهم راحة ونفسية أفضل ويقربهم إلي، فمشاغل الحياة قد تبعدهم عني وهذه الفرصة التي ستعيدهم.
مجموعة من الشباب الصغار قبل العشرين من العمر يتساءلون عن الفعاليات المرافقة للمعرض ومن هو الفنان الذي سيحيي السهرة اليوم.
السيد أبو جورج وترافقه العائلة وسيدة على كرسي متحرك يقول: إن جو المعرض باتساعه واحتوائه على عشرات البحيرات المائية والأضواء ناهيك عن المساحات الخضراء الكبيرة ،تجعل منه متنفسا كبيرا للعديد من العائلات وخروجا من أجواء المنزل الخانقة التي تجعل النفس غير مرتاحة. لكن اتساع هذا المكان والأجواء المرافقة له تجعلك تشعر بالراحة والسعادة وبأجواء طبيعية ،بعيدا عن الأجواء المصطنعة.
عائلة أخرى قالت إنها أتت من منطقة الكسوة هي وأطفالها رأت أن الناس هنا يمارسون حقهم بالتمتع بالطبيعة بحريتهم وهي فرصة للعب الأطفال بدلا من الشوارع والطرقات، فالمكان واسع مع توفر كل ما نريد من مرافق صحية ونظافة ،ولا نعرف كيف يسرقنا الوقت في مثل هذه المواقف.
بينما آخرون يرون أنها فرصة لتنشيط العلاقات الاجتماعية بين العائلات حيث تتعرف على الأصدقاء ويشير أحدهم إلى فتاة بجانبه ويقول لقد تعرفت على زوجتي من هذا المكان، بالإضافة إلى الفعاليات المختلفة للمعرض سواء الفنية منها والاقتصادية و….التي تفتح أمامك مجالات لم تكن تتوقعها.
وأخيرا شكلت المساحات الخضراء والفعاليات المرافقة للمعرض متنفسا وعشقا مارسناه جميعا منذ العام 1954 وحتى الآن لا نعرف فيه مللا ولا كللا نتصيد لحظة فرح وأملا وبسمة على وجوه الأطفال الذين يقضون فيها سيرانا ممتعا لن ينسوه طوال عمرهم كما لم ننسه نحن ونشتاق إلى كل لحظة قضيناها في رحابه ونحن صغار. فكل عام وسورية ومن أحبها بألف خير ولمن حقد عليها القهر والخذلان، فمعرض دمشق يزداد ألقا وحبا كل عام كما هي شام العرب.

يحيى الشهابي
التاريخ: الأحد 1-9-2019
الرقم: 17062

 

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية