التنــــــاوب علــــــــى الاحتمـــــالات نهـــــــج مغلــــــق

 

سوف يبقى الجوهر واحداً عند قوى الإرهاب والدول الراعية والداعمة له ذلك أن هذه البنية العدوانية حملت مصادر فنائها بمشروعها ذاته، ووضعت المخطط على أساس أنه مدى مفتوح، وأن منابع التغذية له غير قابلة للنضوب سواء في مستوى أعداد ونوعية الإرهابيين أم في مستوى الأسلحة المتطورة والمتدفقة إلى ساحات المعارك باستمرار.

إن هذه القاعدة بمعنى ديمومة الفعل الإرهابي وديمومة تطويره مع كل مرحلة ماتزال هي الأساس في العدوان الإرهابي الغربي الصهيوني على سورية، لكن ذلك لا يمكن أن يسد الأفق على احتمالات تؤدي إلى تعديلات أو تغيرات في المنهج الإرهابي الأميركي التركي وهذا ما حدث وما تم رصده من كل قوى العالم بالفترة الأخيرة بدءاً من معركة خان شيخون والتمانعة والمناطق المحيطة بهما، لقد انهارت قوى الإرهاب والمشروع الإرهابي هنا بصورة نوعية وبزمن قياسي، ولكن ذلك لم يردع مصادر الإرهاب ولا سيما في الغرب من أن تستنفز إمكانياتها لتنجز فاصلتين متلازمتين؛ الأولى إيقاف الزحف الوطني السوري باتجاه الشمال نحو إدلب والشرق نحو الجزيرة وإعطاء الفرصة للتنظيمات الإرهابية وبدخول وليس مجرد تدخل أميركي مباشر في الأعمال القتالية.
وهنا تابعنا كيف صارت أنماط السلوك الأميركي والتركي تؤكد هذا الأمر، أعني إيقاف الزحف العسكري الوطني في مطاردة الإرهاب من جهة وتأمين فرص لالتقاط الأنفاس وإعادة إنتاج الفعل الإرهابي من جهة أخرى، وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في تلك المنطقة لكن الأداء الوطني السوري كان يأخذ بعين الاعتبار حقوق الرد المباشر من خلال رصد الواقع بساحاته ومساحاته ومتابعة التحركات العسكرية للقوى الإرهابية وقوى الاحتلال واليد الخبيرة على الزناد، وهي جاهزة أبداً للتعامل مع كل هدف إرهابي أو احتلالي، وبمثل هذا الرصد لأحوال الواقع في المواجهات استطالات لابد من التنبه لها، ومنها أن هذا العدو المشترك والواحد أعني أميركا وأوروبا وتركيا والكيان الصهيوني والسعودية وقطر، هذا العدو مايزال موحداً في بنيته وموحداً في تحديد الهدف أو جملة الأهداف المنوطة بالعدوان على سورية، وهذا منهج تقليدي تاريخي استغرق على مدى عقود كل تلك المعاني التي يريد هذا العدو توطيدها من جهة أي غرزها في الجغرافيا السورية ثم توطينها من جهة أخرى بحيث تتحول كما يتصورون إلى أمر واقع ومع مرور الزمن يتم تحويل الأمر الواقع إلى حالة واقعية سرعان ما تترهل حرارتها بحكم الاعتياد عليها وبحكم هذه التغذية بالأنياب والأظفار المسمومة من قبل الغرب والصهيونية للمشروع الإرهابي بكامله، وفي مسار الاستطرادات لهذه الحالة سوف نرى هذا التغول وليس مجرد التوغل في إدخال فقرات وعوامل تمنح الإرهاب والمحتلين إمكانية الاستقرار ونزعة الاستمرار في الجغرافيا السورية، وأهم لقطة في هذه الإضافات المعدة والجاهزة يأتي الحصار الاقتصادي الشامل للوطن السوري بحيث يقدرون انتشار مناطق الجوع في ذات المنحى عبر انتشار مناطق العدوانات العسكرية، وبالتالي تجري كل عوامل الضغط هنا لمحاولات إحداث شرخ بنيوي في الحياة الوطنية الشعبية بحيث تكون الأولويات للقمة العيش التي يراد لها أن تأكل بالتدريج جوانب من مقومات الصمود في الميدان العسكري مباشرة، وهذا الهدف كان لابد فيه من الانتقال إلى المرحلة الثانية في العدوان، وهي استنزاف الدولة وإظهارها على أنها غير قادرة على تأمين حاجات مواطنيها، وإعطاء الفرص بصورة كاملة لكي تصبح حالة العدوان الإرهابي على سورية مستوطنة ومزمنة، وهذا المنهج هو الذي (كما يقدرون) سوف يسهم في صياغة حالة الإجهاد في الوطن السوري، وهذه مقدمة خطيرة لحفر الشرخ ما بين الحياة الوطنية الشعبية وطاقة الوطن في خوض المعارك على مساحة الأرض السورية.
إن حالة التوطين والإدمان الإجرامي هذه تعطى لها كل مقومات استغراق الزمن إلى أبعد مدى، وهذا هو قصدهم الأساسي الاختباء والخنوع في لحظة اشتعال الإرادة الوطنية والتلطي خلف معالم سرعان ما تتحول إلى إعادة إنتاج الإرهاب ومنح الفرصة أمام فاعله بعد ذلك مباشرة،الوضع الراهن يخبرنا بذلك إذ سرعان ما زودوا الإرهاب بالسلاح النوعي ولاسيما من خلال الطائرات المسيرة والصواريخ الحديثة جداً وهم يستعدون لاستئناف الجريمة.
بقلم :د.أحمد الحاج علي

 

التاريخ: الثلاثاء 10-9-2019
رقم العدد : 17071

 

آخر الأخبار
استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين من دمشق إلى واشنطن ونيويورك.. الدبلوماسية السورية تدفع بقاطرة الاقتصاد إلى الواجهة الدولية