كرة القدم السورية إلى أين؟!… قـــــرارات غيـــــر قانونيـــــة ومنتخبـــــات متعثــــرة..ومـــــا خفـــــي أعظــــم
تعيش كرة القدم السورية اليوم حالة من عدم الاستقرار عززها استقالة الاتحاد وتشكيل لجنة من الواضح أنها وجدت نفسها في مأزق مرتين، الأولى أنها مطالبة بقيادة اللعبة بكافة همومها ومشاكلها في وقت صعب، والمرة الثانية أنها لن تعمل باستقلالية كاملة، فالمؤثرات الخارجية المعروفة والتي تتعرض لها كل الاتحادات من المكتب التنفيذي ورئيسه بشكل مباشر وغير مباشر، حاضرة دائماً والأدلة كثيرة.
فقد عقدت لجنة تسيير أمور اتحاد كرة القدم اجتماعاً مع رؤساء أندية الدرجة الممتازة بكرة القدم، لمناقشة ما أثير مؤخراً حول موضوع اللاعبين الذين يجب أن يكونوا على كشوف الأندية في الموسم الجديد 2019/2020، ورغم ما يقال عن شرعية عمل اللجنة أساساً، وقد قيل إن عملها محصور في التحضير لانتخاب اتحاد جديد، وذلك بحسب تعليمات الفيفا(هكذا يُقال)، ورغم أن القرارات المناقشة هي قرارات غير قانونية لأنها اتخذت خارج المؤتمر العام للعبة، رغم هذا وذاك، مضت الأمور بشكل طبيعي وكأن كل شيء في السليم؟!
المهم أنهم في الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء الماضي على السماح للأندية بتسجيل تسعة لاعبين بعقود جديدة لموسم 2019/2020 ، على ألا يعتبر اللاعب الذي تدرج بالفئات العمرية ضمن النادي، وكذلك اللاعب الذي لعب للفريق في الموسم الفائت، وجدد عقده مع نفس الفريق للموسم الجديد، من ضمن هؤلاء اللاعبين التسعة الجدد، وأيضاً السماح للأندية بتسجيل اللاعبين التسعة الجدد على ضبط المباراة (السكور) على أن يتواجد سبعة منهم فقط في الملعب خلال المباراة، علماً أن الأندية تتحمل أي مخالفة تحصل خلافاً لما ذكر وفق ما نصت عليه اللوائح.
واتفق على اعتماد قرار تسجيل خمسة لاعبين من مواليد 1999-2000 على قوائم النادي، على أن يبلغ عدد الدقائق التي يلعبها هؤلاء اللاعبين 1500 دقيقة (على الأقل) في منافسات الدوري والكأس للموسم المقبل، ويتم تحرير كشوف اللاعبين في حال عدم تحقيق هذا الشرط في نهاية الموسم 2019-2020.
ولعل الأمر المقنع في الاجتماع إقرار منع المفرقعات والشهب والدخانيات بكافة أنواعها حفاظاً على سلامة الجماهير واللاعبين، وحظر رفع أية لافتات مسيئة للأفراد أو المؤسسات أو التي تحض على العنف والعنصرية وأية أمور من شأنها إحداث الشغب، على أن تتم معاقبة النادي المخالف بنقل مباراة له خارج أرضه من دون جمهور، وقد تتضاعف لتصل إلى عقوبة الحرمان حتى نهاية الموسم حسب نوع المخالفة وتكرارها،على أن لا تتضمن العقوبة غرامات مادية إلا في حال التعرض بالضرر للمنشآت الرياضية والملاعب، علماً أن المنافسات ستنطلق في 20 تشرين الأول المقبل.
الناشئون ضحية جديدة
منتخب الناشئين المشارك حالياً في تصفيات كأس آسيا المقامة في السعودية، هو ضحية جديدة من ضحايا الإهمال والاستهتار والعبث، وفي العموم هناك مشكلة عند اختيار الكوادر الفنية لمنتخباتنا، إذ لا يكون الأميز بخبرته وإمكاناته وتاريخه هو المقصود، بل العلاقات الشخصية تلعب دورها وكذلك من يقبل العمل مهما كان الأمر، وهؤلاء عموماً بلا عمل، في الوقت الذي يجب أن يكون فيه مدربو المنتخبات على درجة من الخبرة ولديهم سجل ناصع يبرر وجودهم في موقع المسؤولية، فهل المدرب محمد عقيل من هؤلاء المدربين؟!
الأمر الآخر الذي يجعل من منتخب الناشئين ضحية هو عدم الاهتمام الكافي، فهل من المعقول أن يسافر منتخبنا إلى هذه التصفيات قبل 48 ساعة فقط وهو سيلعب ثلاث مباريات في خمسة أيام؟! وإذا ما قيل إن نظام الاستضافة يقول إن الجهة المضيفة تتحمل استضافة الفرق خلال هذه المدة، فإننا نقول ونسأل: لم لم يرسل الاتحاد الرياضي( وهو المسؤول الوحيد) المنتخب قبل أربعة أيام للتأقلم مع الطقس الحار والرطب من جهة وحتى لا يكون تعب من السفر، وأموال اتحاد كرة القدم وأموال الاستثمارات تكفي فلم لا نصرفها في مكانها الصحيح؟!
طبعاً منتخبنا وكما هو معروف تعرض لخسارة كبيرة بأربعة أهداف لهدف في مباراته الأولى أمام المنتخب السعودي، والأداء كان سيئاً، والأمر ليس فنياً فقط بحسب ما ذكرنا في السطور السابقة، ونتمنى أن يعوض المنتخب في مباراته اليوم أمام منتخب عمان.
الأولمبي هنا وهناك
أما المنتخب الأولمبي فهو أيضاً يعاني كما سمعنا، فالمعسكرات الخارجية الضرورية دائماً مرهونة بالدعوات من الآخرين، لأن الاتحاد الرياضي لاينفق على المنتخبات بحسب حاجتها ومتطلبات المدربين، ولهذا كانت الصدمة بإلغاء معسكر كوريا والمباراتين الوديتين هناك، والآن هناك مباراتان مع الأردن تأجلتا سابقاً والأمل أن تكونا ثابتتين هذه المرة، كما نتمنى أن يكون ثابتاً المشاركة في دورة قطر الدولية وغيرها من المباريات. وبالمناسبة فقد وجه المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي أيمن الحكيم الدعوة إلى 23 لاعباً من أجل المعسكر الداخلي في مدينة دمشق الذي انطلق أمس الخميس وذلك تمهيداً للسفر إلى الأردن غداً من أجل خوض مباراتين وديتين مع منتخبها الأولمبي يومي 23 و26 الشهر الحالي استعداداً لنهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة والتي تستضيفها تايلاند مطلع العام المقبل. ويتواجد حالياً 30 لاعباً في جاهزية جيدة كما يقول الحكيم، ولكن سيتم اختيار 23 منهم قبل النهائيات في تايلاند، ومن المقرر أن يتواجد 20 لاعباً في معسكر الفريق قبل توجهه إلى العاصمة الأردنية عمان، على أن يلتحق كل من وليم غنام، عبد المنان خليل، وأنطونيوس بحدكي بالمنتخب الأولمبي مباشرة إلى الأردن، ويغيب صبحي شوفان وأيمن عكيل للإصابة.
كرة القدم السورية في السنوات الأخيرة صارت حكاية، بل يمكن أن تؤلف حولها حكايات، وخصوصاً مع دخول من هب ودب عليها، ولهذا الكلام يطول وربما في مناسبة أخرى سنتحدث عن المزيد.
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079