للأطفال حضورهم الطاغي في معرض الكتاب، كانوا يتجولون بين الكلمات والحروف، وقد أضافوا عناوين جديدة وبمضامين عميقة للعناوين الكثيرة التي فاض بها المعرض بدورته الحادية والثلاثين، أطفال بعمر الأربع والخمس سنوات من روضات مختلفة عجت بهم مداخل المعرض، وقد تزينوا بالكتب والقصص الجميلة التي حضنوها بين أذرعهم خشية أن تضيع منهم أو يضيعوا منها؟!.
هي إشراقة جديدة بطعم النقاء والصفاء وبرائحة البراءة والجمال، إشراقة أرجو أن نتنبه إليها جميعا، الاهل والمدرسة وكل المعنيين بالأمر، فأن يكون للطفل هذا الحضور الملفت والمدهش في معرض الكتاب، فهذا يعني أننا وضعنا يدنا على الداء والدواء، وضعنا يدنا على الجرح الحقيقي للوطن الذي استطاع منه أعداء الإنسانية الولوج إلينا، وضرب قيمنا ووحدتنا وحصانتنا، ذلك أن تعويد الطفل مبكرا على التحليق في فضاءات الكلمة والحرف، واقتناء كتاب من شأنه أن يبني جيلاً واعياً بقضايا وحقوق وهموم وطنه، والاهم أنه يبني جيلاً محصناً ضد كل المخاطر والفيروسات الثقافية التي تستهدف قيمنا وثقافتنا.
لفتة جميلة نتمنى أن تدعم وتعمم بين مدارسنا من خلال رحلات ثقافية لأطفالنا وتلاميذنا الى معرض الكتاب، بحيث تتكرس لتصبح ظاهرة ثقافية تطبع مناسباتنا واستحقاقاتنا الثقافية والفكرية بشتى ألوانها، وصولا الى تلك اللحظة التي يصبح فيها الكتاب والقراءة ضرورة حياتية وحاجة روحية يطلبها الطفل وتحفظها له المؤسسات المسؤولة وتحققها له على أرض الواقع.
توسيع مداركهم الفكرية..
السيدة ريما جحجاح مديرة حضانة وروضة (ماما ريما) قالت إنها نظمت زيارة لأطفال الروضة إلى معرض الكتاب بالاتفاق مع ذويهم، بغية توسيع مداركهم الفكرية وإزالة كل الحواجز بينهم وبين الكتاب سعياً لتحفيزهم على حب القراءة واقتناء الكتب والقصص.
وأضافت السيدة جحجاح أن المشرفات في الروضة يقمن بقراءة بعض القصص للأطفال لإغناء الحصيلة اللغوية عندهن، وكذلك لتحسين ذوقهم ومزاجهم وسلوكهم عن طريق القصص، وبينت المربية جحجاح أن هدف زيارة المعرض هو تعريف الطفل بأهمية وفكرة وضرورة الكتاب، ومساعدته على اختيار القصص المناسبة والمحببة له، وتطوير تفكيره وإبداعه من خلال ألعاب الذكاء.
التشجيع على القراءة ..
بدورها مدرسة (الاحداث الخاصة) كان لها نصيب وافر بزيارة المعرض، حيث حدثتنا أحد المدرسات المرافقة للتلاميذ أن الهدف من زيارة معرض الكتاب هو تعريف التلميذ بأهمية الكتاب وتشجيعه على اقتناء الكتب ومطالعتها، وتعويده على زيارته بشكل دوري ودائم.
وكان الملفت بين تلاميذ المدرسة اقتناء أحد الأطفال ويدعى ميار البديوي (صف سادس)، لمجموعة كبيرة من الكتب وأحدها قصة لروبن هود، حيث حدثنا عن شغفه الكبير بقراءة الكتب والقصص منذ أن كان في عمر الأربع سنين وأنه الان أصبح يقرأ الروايات والكتب الثقافية.
من داخل اجنحة المعرض حدثنا السيد أغيد مرعي من (دار القمر) عن معروضاته التي هي عبارة عن وسائل تعليمية لمناهج الروضات ومناهج مونتيسيري ووسائل حسية وبصرية.
بدوره قال السيد أحمد الحلبي مدير المعارض الخارجية والداخلية إن له مشاركات دائمة بمعرض الكتاب وهي عبارة عن قصص اطفال تخص الطفل ما قبل مرحلة المدرسة حتى الصف التاسع، وهي عبارة عن مجموعة قصص تعليمية وتربوية وكل مايتعلق بالكتب العلمية، وأضاف انه يوجد عروض كثيرة للأطفال عبارة عن حقائب توجد بداخلها قصص وسيديات أناشيد للشاعر سليمان العيسى، وعن الكتب الأكثر مبيعاً بين الحلبي ان الكتب الأكثر هي مجموعات القصص لأطفال الروضات ومجموعة كتب وقصص أخرى للأطفال بشكل عام ،موضحاً أن نسبة المبيعات كانت جيدة، منوها الى ما أسلفنا ذكره عن وجوب إحضار الطفل الى معرض الكتاب بشكل منظم وممنهج.
من جانبه اعتبر نصر عيسى الموظف في (محافظة دمشق) أن العلم غذاء الروح وكما الجسد لا يستطيع العيش بلا غذاء، كذلك الروح، فكما للجسد غذاء للفكر غذاء، مضيفاً أن الكتاب مهذب للروح ومنم للإبداع، وأوضح عيسى أنه عندما يمسك بالكتاب يشعر بحميمية اتجاهه على عكس ما يقرأه عن طريق الوسائل الحديثة، غير أنه أشار الى ضرورة أن يكون هناك حسومات أكثر من اجل التشجيع على شراء الكتب، مؤكداً أن معرض الكتاب العام الماضي كانت هناك حسومات مشجعة أكثر من العام الحالي وخاصة فيما يتعلق بقصص وكتب الاطفال.
شغف الكلمة ..
من جهته قال الأستاذ رضوان عيد (موجه تربوي متقاعد ومدير مركز أمل للإعاقة حاليا) وهو يحمل كتبا كثيرة عبارة عن 23 كتابا وقابلة للزيادة، قال إنه أتى من محافظة السويداء الى معرض الكتاب لأن له شغفا وولعا بالقراءة ولديه مكتبة منزلية تضم 1700 كتاب متنوعة من كتب موسوعية وروايات ودراسات فلسفية ودينية، مضيفاً أنه يعمل على اعارتها بشكل مجاني للتشجيع على القراءة والمعرفة، وأوضح عيد أنه في كل عام يحاول أن يقتني عشرات الكتب برغم نفقاتها الكبيرة والأوضاع المادية الصعبة وهو ينتظر معرض الكتاب بفارغ الصبر كي يشتري منه ما يحب ويهوى من الكتب.
فردوس دياب
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079