من عام لآخر..يزداد الإصرار والتصميم والتركيز على غذاء الروح وبناء العقل وإنعاش النفس بخل صادق وفي ،تضافرت الجهود لإقامة معرض له ،للتأكيد على أهميته ومكانته في صناعة مستقبل الأجيال وتنميتهم عقلياً وفكرياً.
تظاهرة ثقافية متميزة ..أيام ممتعة مع الكتاب السوري ..العربي ..العالمي (50ألف عنوان مشارك و237دار نشر).
جرعة ثقافية بامتياز يحرص بلدي على تقديمها كل عام في معرض الكتاب ،ثمرة انتصارات جيشنا ،سلاحنا الأقوى في معركة التنمية والبناء.
وسط هذا المهرجان البهيج ،تسير بفخر واعتزاز لهذا الانجاز الذي تحدى ثقافة الموت والدمار..والجهل وحزن وأوجاع الحرب ليشيع دفء الحياة بالقراءة..الركيزة الأساسية للرقي والتقدم وبقدر ما نقرأ نرتقي ولا خوف على مجتمع يقرأ.
تنتقل في ذلك المعرض ،مالئاً عينيك من عناوين تثير فيك مشاعر وأحاسيس وكأنك قد اغتنمت خبرة سنوات ومتعة حيوات ،في بضع ساعات من يوم ثقافي مميز.
في ركن من هذا المعرض يفاجأ الزوار ببرنامج محاضرات وتنوع أنشطة وفعاليات ثقافية ،جديد المعرض ،تهفو نفسك لمعرفة المزيد والتزود بالمعرفة وكشف الخبايا.
وثيقة وطن
لا تكاد تتخطى عتبة المعرض حتى يلقاك من يرحبون بك في وثيقة وطن ،مؤسسة غايتها الحفاظ على الذاكرة الشفوية للأجيال القادمة ،وإتاحة الفرصة أمام المؤرخين الأكاديميين والباحثين المختصين والهواة ،الحاليين والمستقبليين ،لممارسة دور هام في توثيق وحفظ هذه الذاكرة الشفوية كما يرويها أصحابها لتصبح ملكاً للوطن والإنسانية ،وعن أهم نشاطاتها في المعرض،جائزة حكايتي ، تقول رنيم سيروان إحدى المتطوعات في وثيقة وطن:هذه الجائزة لأفضل قصة واقعية قصيرة وآلية المشاركة في المسابقة تعتمد أحداثاً واقعية مبينة أماكنها وتواريخ وقوعها حيث شهدها أصحاب القصة والمشاركة مفتوحة للسوريين المقيمين والمغتربين بدءاً من عمر العشر سنوات ،وتمنح الجوائز للقصص الفائزة وفق الفئات العمرية لأصحابها بشرط ألا تتجاوز القصة (1000)كلمة وبالعربية وتنتهي المسابقة بنهاية المعرض ويمكن إرسال القصة كنص أو كصور أو كتسجيل صوتي.
وعن رأيها بزوار المعرض قالت ،معظم الزوار يسألون ويستفسرون عن هذا الجناح والملفت للانتباه حضور طلاب المدارس بعد انصرافهم لا للتنزه وتضييع الوقت إنما للمعرفة والفائدة وبكل جدية واهتمام يبحثون ويطرحون الأسئلة وكثير منهم يطلب كتاباً ما ويسعى لمعرفة أين يمكن أن يجده ليشتريه وقد وفر ثمنه من مصروفه الخاص ،زوار المعرض ..صغار وشباب وكبار.
أسعار منطقية ..وأقل من التكلفة
ميساء عبد القدوس ،باحثة في مجال عصور ماقبل التاريخ في المديرية العامة للآثار والمتاحف وأمينة سر مجلة مهد الحضارات، أكدت لنا أن زوار هذا الجناح ليسوا فقط من المتخصصين ولديهم شغف بالآثار والتاريخ بل هناك الكثير يرغبون بفهم تسلسل العصور والتعرف على آثار بلدي وما ارتكبه الإرهاب من تدمير وخراب ،وهناك آباء لديهم وعي تربوي وثقافي يصطحبون صغارهم لزيارة هذا الجناح المعني بتوثيق ما دمره الجهلة من آثار ،ويشبعونهم شرحاً ومعرفةً وتمتلئ نفوسهم عزة وشموخاً،وأما الأسعار فهي منطقية وأقل من التكلفة.
وتوافق مروة عبد السلام من دار عقل ،ميساء الرأي بزوار المعرض الذين حضروا ومن اليوم الأول جسديا وفكرياً وبالعين المجردة تؤكد أعدادهم على اهتمامهم بالقراءة وحبهم للاطلاع على جديد الثقافة والمعرفة ،وإقامة هذا المعرض يساعدهم على إنماء القراءة وجعلها عادة ومتعة ،ويعيد للكتاب ألقه وكذلك التوجه المباشر إلى الشباب من خلال النشاطات الثقافية وأنواع معينة من الإصدارات يساهم في تغذية أرواحهم وعقولهم لبناء الغد.
بلدنا..بلد الحياة والحب والعطاء.. انتصرت عسكرياً وثقافياً وفنياً وتعليمياً ،كانت وستبقى بلد الحضارة.
رويده سليمان
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079