«سورية يا حبيبتي» لا تزال تملاأ القـــلوب

هكذا هم الشعراء، يبوحون بوجعهم بحبرٍ قان، يعتنقون بحواسهم، فيفعلون ما لا تفعله لغة الرصاص، سلاحهم الكلمة، التي بحثت عن توءم كفاحها فشكلته نغماً على وترٍ، لتغنّى وتجول العالم، مانحة كل من سمعها مشاعر النصر والعزة والفخار.
لم تسلم الأغنية الوطنية من «ربيعهم الأسود» الذي أحرق القلوب بثورة ملعونة أرادت أن تغير ملامح التاريخ وتمحي أسطورة النصر، هي أغنية «سورية يا حبيبتي» التي خلدت انتصار حرب تشرين التحريرية1973، فلا نزال حتى يومنا هذا ننشدها فتجري في عروقنا حماسة وطنية تأبى أن تنعتق من جسدها الروح السورية، فمن قلب مخلص يفتخر بانتمائه كتب «محمد سليمان» كلمات أغنيته وهو يجدد هويته السورية في لبنان أثناء حرب تشرين، تدفقت كلماته كسيل عاطفي جارف يلخص عشقه لبلده، وهو يسمع الدهشة ممن حوله من العرب بقوة أبطال بلده الأشاوس الذين أعادوا للأمة كرامتها وفخرها العروبيّ، «رصاص بندقية يصنع الحرية للأمة الأبية» وفي النهاية سألت ابنة سليمان «ماذا عن فلسطين»؟ فأجابها قائلاً: «لم ينته المشوار يا عروبة.. حتى تعود أرضنا السليبة.. ففي الخيام طفلة مصيبة.. تنادي يا سورية الحبيبة».
حقاً لم ولن ينتهي مشوار كفاحنا، حتى تعلن سورية قيامتها كطائر الرماد، فحقنا لن يموت بالتقادم، وإن لحرب تشرين دروساً سنعلمها للأجيال القادمة، وإن معركتنا مع الإرهاب الوحشي الذي يغذيه العدو الصهيوني لسفك الدم السوري هي انتقام لهزيمتنا لإسرائيل «الأسطورة الهزلية» هزمته مغاوير الجيش العربي السوري بمبادئ عقائدية وإرادة صلبة صلابة الجبال.
‎أغنية «سورية يا حبيبتي» ولدت من رحم حرب تشرين التحريرية، كتبت ولحنت وغنيت مع الفنانة نجاح سلام ومحمد جمال، سجلت في إذاعة دمشق، وعرضها التلفزيون العربي السوري أثناء الحرب فأرّخت لقطات الانتصار والشجاعة على أرض المعركة التي لن ينساها التاريخ، أما من يريد تشويه هذا الانتصار بتغيير كلمة من كلمات هذه الأغنية ونسبها له أو تشويه الحقائق فإنه لن يستطيع ذلك لأن سورية ولادة شجعان وشعراء وملحنين وحناجر مخلصة تفتخر بهويتها على مر الأزمان وتصدح لسورية الأبيّة العصيّة على المارقين..

رنا بدري سلوم
التاريخ: الأحد 6-10-2019
الرقم: 17091

 

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين