ومازالــــت شــــــــاهداً فـــــــــي القلـــــــــب..

مَن منا لم يذكر تفاصيل ما قد شاهدناه في حرب تشرين؟ حيث كانت الملاحم أشبه بالأساطير إذ ظهرت بطولات يعجز الكلام عن وصفها.
نعم.. رجال الجيش العربي السوري أعدوا العدة لتحطيم كيان العدو وانتزاع هيبته، وإعادة الأرض إلى اصحابها.
هل ننسى كيف أسقط جنودنا البواسل أعداداً كبيرة من طائرات العدو, وهل ننسى مشهد المواطنين السوريين وهم على نوافذهم يتابعون تفاصيل المعركة؟
لم تكن حرب تشرين حدثا عابرا على مختلف الصعد.. بل هي نقطة تحول في تاريخ المنطقة والعالم. ومازالت قصص حكاياها وبطولاتها تملأ القلب.. في جلسة حديث عن البطولات استفاضت الام بما حملته من تلك الأيام إذ قالت:
تظل حرب أكتوبر 1973 حدثا تاريخيا لن ينسى، ومن حق كل إنسان أن يستخلص منها ما يشاء، السوريون أكدوا أن الانتصار حليفهم فهم أصحاب الحق، وان بطولاتهم وصمودهم لا تعرف حدودا.
تتابع الأم: كنا نجلس لنشاهد تكاتف السوريين وصور الجسارة والبسالة التي أبدوها في هذه الحرب، الأهالي يتابعون ببصرهم طائرات العدو في السماء، بينما كان الجنود ينقلون رفاقهم الجرحى لتتلقفهن النسوة بأرواحهن، يضمدن جراحهم بقطعة من ثيابهن كأنهم أطفال وقعوا في حضنهن، نذكر رجالا كثر مازالوا إلى يومنا هذا يحتفظون بزيهم العسكري الذي حاربوا به، ليرى الأحفاد مافعل الاجداد والآباء بتلك الحرب من بطولات.
مازلنا نتذكر الجندي الذي ذاع صيته في حارتنا عندما رصد تحركات العدو، فوجد تجمعا كبيرا، وضرب صاروخا قتل منهم أعدادا كبيرة حيث التقطت أجهزة التنصت استغاثات العدو بعدها.
لاشك أن حرب تشرين قد حققت بصمة عميقة في التاريخ العربي، فهي أزالت ثقافة الذل والخنوع وقدمت مفهوم النصر على كل مفهوم, بعد أن رسمت سورية وباقي محور المقاومة طريق الانتصارات بكل قوة وثبات وإرادة واصرار على التحدي والمواجهة, في إطار ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة.
لقد كانت حرب تشرين فاتحة الانتصارات العربية المتعاقبة, على أيدي مناضلي هذه الأمة الأحرار المخلصين لأمتهم.
ما أشبه اليوم بالأمس، ها هم رجال الجيش العربي السوري يعيدون رسم التاريخ من جديد.. رجال عاهدوا الله فصدقوا.. أقسموا بأن يطهروا أرضهم من رجس الإرهاب ففعلوا.. وأثبتوا للعالم أجمع أن جيشا بهذا العنفوان, وبهذه البسالة لاتقهره حرب هناك أو هناك… وثماني سنوات من الحرب لايزال يقف كالجبال الشامخة….
ذكرى حرب تشرين هي ذكرى الاعتزاز والفخر لكل عربي مخلص لأمته, بما حققته سورية من انتصار باهر, شهد له العالم أجمع ولايزال, فتحية لأبطال تشرين الذين لولاهم لم تزدهر الدنيا… ولننحني لما قدموه من تضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته، ومن ثم لنجدد لهم العهد بأن أرواحهم لم تذهب هدرا، وإنما أورقت انتصارا يليق بمقامهم العالي.
هذا اليوم هو ذكريات وانتصارات سطرها وخلدها التاريخ بحروف من نور، لأبطال شاركوا في حرب تشرين منهم من استشهد في سبيل الوطن وعزته، ومنهم من هو بيننا ليحكي لنا حكاية الإرادة التي صنعها السوريون عبر التاريخ والأزمان.
ammaralnameh@hotmail.com

عمار النعمة
التاريخ: الأحد 6-10-2019
الرقم: 17091

 

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين