هل نصغي لأطفالنا.. ونحترم آراءهم؟!

كل منا بحاجة إلى من يسمعه و يصغي إليه ويحاوره .. من يبثه أشجانه .. يكلمه عن مشاكله .. يبحث مع الآخرين عن مشاغله و ما يؤرقه .. الكلام أصلا يحتاج إلى أكثر من شخص حتى تتحقق وظيفته .. و تختلف الحاجة إلى الحوار بين إنسان و آخر.. لكننا دائما بحاجة إلى من نحاوره و نتكلم معه و الأبناء هم الأكثر حاجة للحوار و للإصغاء ..
إن مفهوم الإصغاء واحد من أهم مفاهيم علم النفس و قد يكون الأهم من أي مفهوم آخر للاتصال بين الكائنات البشرية .. إن الحوار هو وسيلة التواصل الأساسية بين الجنس البشري اجمع … ولقد حول حوار الحضارات العالم الى قرية صغيره وأثر في العلاقات السليمة بين الناس ولا يخفى الأثر القوي للحوار على الأسرة والمجتمع ،فهو وسيلة التواصل داخل الأسرة يساعد على تنميتها وترابطها وتقويتها كما يؤثر على نفسية الأبناء وطريقة تربيتهم ، وللحوار أثر أخلاقي واجتماعي فهو يحافظ على كيان الأسرة وقوامها .
يؤكد علماء النفس على اتباع الأسس السليمة في بناء الحوار الناجح وقوامه احترام وتبادل الآراء ثم البدء بتدريب أنفسهم ثم التقرب إلى الأبناء وإيجاد سبل التواصل للوصول إلى حوار راقٍ بناء بين جميع أفراد الأسرة بالإضافة إلى تخصيص وقت لمساعدتهم في حل المشكلات والصعوبات المختلفة التي تواجههم .
وأجريت التجارب والأبحاث لتبيان أهمية الحوار من قبل علماء النفس فاستفاضوا في شرح الفوائد العظيمة للحوار والإصغاء والنقاش منها دعم النمو النفسي حيث يعمل الحوار البناء على تقوية التطور النفسي لهم ويساعدهم على التعبير عن مشاعرهم الدفينة كما أن الحوار يخلق الجو الأسري الصحي فترى الأسرة يكتنفها جو من الود والسلام الأسري ما يعزز تكوين شخصيات قوية وإيجابية تنفع المجتمع وتزيد ثقتهم بأنفسهم وتعزز العلاقات داخل الأسرة وحتى بين الوالدين وبالتالي يسود الاحترام المتبادل بين الجميع وينتشر الود والحب والتعاون والتآلف .
ولعل الثقة التي طرحها الحوار تساعد الأبناء في اتخاذ القرارات الصحيحة وخاصة المتعلقة بمستقبلهم وبالتالي تحمل مسؤولية اختياراتهم و الحوار السليم الصحيح الناجح يؤدي إلى استقرار العلاقة الزوجية و يذيب المشاكل و تختفي الاختلافات و أفكار الانفصال الهدامة .
و يخطر ببالنا بعد أن عرفنا ثمار الحوار وفوائده الكثيرة.. ما السبيل إلى حوار ناجح و كيف يكون الحوار فعالا بين الوالدين والأبناء ؟ يبسط علماء الاجتماع هذا الأمر بأن يبدأ الأهل بإظهار مشاعر ودية تجاه الابن وإبداء الحب والتعاطف بمساعدته على نموه النفسي وذلك من خلال استخدام كلمات دالة على ذلك قبل بدء الحديث واظهار البشاشة والاخذ بيده أو وضع اليد على كتفه كما ينبغي الحرص كل الحرص على عدم استعمال الكلمات والايماءات التي تدل على الاستهزاء او الكراهية التي تؤدي حتما الى اضطراب نفسي . يقول الباحث التربوي و الاجتماعي عبد العزيز الخضراء : إن الاصغاء لولدك هو أفضل أسلوب للتعبير عن قبولك إياه و هو يعني مراعاته و الاعتراف بوجوده كإنسان مما يساعد على تقوية شخصيته لأنه يشعره بأنه محط اهتمام الآخرين و بقدر ما يشعر أولادنا بأنهم مقبولون و محبوبون تكون مشاركاتهم أكثر حيوية و اندفاعا .. و يقول طاغور : « كل طفل يأتي إلى هذا العالم حاملا معه رسالة تقول إن الله ينتظر من الإنسان أكثر « – وخلاصة القول أن للحوار آثاره وفوائده الإيجابية على نمو الطفل و تفتح ذهنه فهو يعلمه الطلاقة في الحديث و ترتيب أفكاره و تسلسلها و ينمي شخصيته و يصقلها ويقوي ذاكرته و الاهم من ذلك يزيده قربا منك و يزيدك قربا منه ..

أيمن الحرفي
التاريخ: الأحد 6-10-2019
الرقم: 17091

 

آخر الأخبار
تفجير الدويلعة يوحّد السوريين: دم واحد في وجه الإرهاب دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص