رزقني الله بالكثير من البنات التي تتجول في أروقة أفكاري ولن أسمح لأحد بسرقتها مني لأجدها فيما بعد محبوسة بين جدران كتاب يوقع في معرض أحضره ولا أستطيع استرجاعها.. وسأدافع عنها مهما كان الثمن باهظاً.
فالسرقة يا أصدقائي لا تنحصر في السرقات المحسوسة من ماديات وأموال وغيرها.. اليوم أصبحت أمشي ويدي تحرس رأسي مخافةً من تسرب (بنت من بنات أفكاري) على لساني عندما يتراخى تركيزي في الواقع وضعفي أمام الضغوطات التي تشبه (مداك عروس) أو (صلاية حنظل) كما قال شاعرنا المخضرم امرؤ القيس.. مع الفرق بين المعنيين فالضغوط علينا تغضبنا وتخرج العرق وروائح التعب من ذواتنا على عكس الروائح العطرة التي تخرج من (مداك العروس) و(صلاية الحنظل) لشاعرنا المخضرم.. فنحن مخضرمون في الانتقال من مرحلة لمرحلة والتكيف معها بشكل سريع وملفت.
حين أطالع الوضع الثقافي… وعدد الكتب الموقعة في المعارض وخصوصاً في معرض الكتاب الأخير.. وألمح الكم الكبير من النتاج الفكري أدرك كم هي الورطة كبيرة.. ورطة ثقافتنا!!.
في العصر الجاهلي نبه الشعراء لهذه الظاهرة وكان منهم من يفتخر بنفسه لتجنبه الوقوع في مثل هذا القبح.. وكان منهم من يعتمد على شاعر سبقه في القول.. ويسرق منه بيتاً أو صورة فنية أو لفظاً أو معنى.
اتكال من يظن نفسه كاتباً أو أديباً أو شاعراً على سرقة بنات أفكار غيره يعد بلادة وعجزاً يصدر عنه.. وأنا من منظوري الشخصي سأسمح لهم بسرقة أي شيء إلا بنات أفكاري الغالية.
منهل ابراهيم
التاريخ: الأحد 6-10-2019
الرقم: 17091