لهيب العدوان

 لا يبتعد ما يحدث في العراق هذه الأيام عن المشهد الإقليمي العام وامتدادات العدوان الإرهابي المحمول على أكذوبة الربيع العربي المزعوم، لكن للعراق سمة خاصة ترتبط وتؤثر زيادة في الحدث الإقليمي كونه كان المعبر للدخول الأميركي المباشر إلى المنطقة من خلال الاحتلال المباشر تحت ذرائع امتلاك الأسلحة الذرية وإشاعة الديمقراطية في العراق والمنطقة العربية كلها على السواء.
 وبالعودة للمظاهرات التي شهدتها بغداد خلال الأيام الماضية نستعيد بدايات العدوان الإرهابي في سورية وغيرها، إذ يتم الحديث عن مطالب اجتماعية واقتصادية تستغل مواطن الخلل في الواقع العراقي لتزيد من تأجيج الحالة الشعبية من خلال عمليات القتل وإراقة الدماء.
والملاحظ المؤكد في المشهد العراقي اليوم عدم وجود جهة أو حزب أو تكتل معين يتبنى الدعوة للتظاهر في الوقت الذي تسارع فيه الكتل السياسية لدعم مطالب المتظاهرين متناسية مسؤوليتها أصلاً عن عدم تلبية احتياجاته.
 ونشير هنا إلى انكشاف اللعبة السياسية التي كانت تخطط لهكذا اضطرابات من خلال رصد تصريحات سابقة لأحد القياديين بأن مظاهرات ستحصل في بداية تشرين الأول، الأمر الذي تحقق عاكساً وجود مخططات مسبقة ترتبط باستمرار تواجد المحتل الأميركي من جهة وارتباط مشاريع الكتل السياسية بقوى خارجية دولية وإقليمية ممن بدأت مشروعها العدواني الكبير على المنطقة العربية بعامة وعلى سورية بخاصة .
 ويسعى السياسيون ضمن تكتلاتهم المتصارعة للالتفاف على حالة التظاهر من خلال تأييدها شكلاً والبحث عن مخارج تحافظ على وجودهم واستمرارهم من خلال توظيف جزء من ثروة العراق الكبيرة ما قد يخفف من حدة تلك التظاهرات وما يرافقها من عمليات تخريب يتضح أنها تستهدف الدولة في كيانها وليس الكيانات السياسة والكتل المتناقضة وحدها وذلك من خلال الاعتداء على مؤسسات الدولة والحكومة ما يقتضي العمل السريع على استعادة حالة التضامن الوطني المفقودة والذي عمل الاحتلال الأميركي على تخريبها منذ اللحظة الأولى للعدوان وساعدت الكتل السياسية على نشرها بحيث غدت التحدي الأكبر الذي يتهدد العراق ، كل العراق.
المؤامرة الغربية الاستعمارية تتابع تنفيذ خطواتها في مراحل جديدة تخدم الصهيونية وكيانها الاستيطاني الذي بدأ تنفيذ اعتداءات مباشرة بالطائرات المسيرة مستفيداً من انكشاف سماء العراق وعدم امتلاكها لشبكة دفاع جوي أساسها قرار حل الجيش العراقي من جانب بول بريمر.
 والخلاصة أن مواقف العراق في محاولات التخلص من الارتباط بالولايات المتحدة الأميركية والعمل على فتح معبر القائم ووجود تيارات سياسية متصارعة هي عوامل تجعل من احتمالات التصعيد كبيرة جداً ما لم يكن هناك قرارات وطنية كبيرة قادرة على تجاوز الأكاذيب التي يسوقها أصحاب المخططات الخارجية.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 7-10-2019
الرقم: 17092

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية