المعركة الراهنة الكبرى

 يأخذ العدوان التركي على سورية منحى تصعيدياً يجعل منه معركة مصيرية بمواجهة الإرهاب، فبعد أن فشل الإرهابيون في إحداث تغيرات تخدم المخطط التآمري تدخل تركيا بجيشها في اعتداء موصوف بعدما قدمت المجموعات الكردية المسلحة العميلة الذريعة الشكلانية للغازي التركي، متجاوزة مصالح المواطنين السوريين الأكراد المنتميين لبلدهم سورية والواقعين في الوقت ذاته تحت سلطة مجموعات الإرهاب ذات الصبغة الأميركية، فيصادرون قرارهم ويسلبونهم حريتهم ويجبرون شبابهم على التجنيد، فما المنتظر في قادمات الأيام؟
يعد العدوان التركي عملاً مداناً في كل القوانين والأنظمة والأعراف الدولية، وهو يوصف في خانة الانتهاكات الكبرى التي اعتادت تركيا القيام بها، وازداد تفنناً فيها السلطان الواهم أردوغان، وهو الساعي لاستعادة أمجاد بني عثمان بعدما عفا عليها الزمن.
وقد اختار أردوغان توقيتاً لتنفيذ العدوان يتزامن مع إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون التوصل لتشكيل لجنة مناقشة الدستور وتحديد موعد اجتماعها الأول في جنيف نهاية تشرين الأول الجاري، وبذلك يحاول التأثير في مجرى ومسار مناقشات وحوارات اللجنة، توهماً لشيء ممكن التحقق بعد الفشل في العدوان الإرهابي المسلح.
وهنا يمكن أن نفهم الأبعاد والمرامي التي يهدف إليها في عدوانه، إذ يوازي بين عدوانين في وقت واحد، أولهما عسكري حربي مباشر وثانيهما سياسي تفاوضي غير مباشر، إذ ستكون تركيا واحدة من الدول المدعوة لحضور افتتاح أعمال اللجنة باعتبارها أحد ثلاثة أطراف ضامنة لعملية ومسار آستنة، الأمر الذي سيبقي المعركة مفتوحة على احتمالات متعددة، تبدأ من مواجهة المجموعات المسلحة الإرهابية الجديدة التي توظفها تركيا في عدوانها الجديد، وصولاً إلى الصدام المباشر مع الجيش العربي السوري، مروراً بالمقاومة المشروعة واستخدام جميع الوسائل والأساليب السياسية والدبلوماسية لإفشال المشروع العدواني التركي الجديد.
طريقة وآليات العدوان التركي تعيد العدوان الإرهابي الغربي إلى بداياته في استهداف البنى التحتية كأسلوب لتدمير مؤسسات الدولة، حيث تستهدف محطات المياه والكهرباء وغيرها، وهنا تتوازى في العدوان المجموعات الإرهابية التي أعطت ذرائع العدوان ولم تتعظ من التجارب السابقة في الاعتماد على الأميركيين مع المعتدي المباشر الذي يعيش اوهاماً تحت ضغط الخسارات الداخلية وتراجع شعبية أردوغان وتفكك بنية حزب العدالة والتنمية، فيبحث عن مخرج في الخارج سيفشل فيه بالتأكيد لأن المعركة مع سورية محسومة النتيجة، فما لم يستطع العدوان تحقيقه على مدى تسع سنوات لن يحققه الآن.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 14-10-2019
الرقم: 17097

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة