لم يكن مفاجئاً أن يشن النظام التركي عدوانه الوحشي على الشمال السوري، لأن أطماع رئيس ذاك النظام رجب طيب أردوغان معلومة منذ بداية الحرب على سورية، ويسيل لعابه على مناطق كثيرة غير التي يدنسها باعتداءاته القذرة، لكن أن يواصل التابع القطري تبريراته لهذا العدوان، وكأن الأمن التركي المزعوم يهدده إرهابيو «قسد»، والحرب التي ينفذها اللص العثماني هدفها إنهاء وجودهم، فهو ضرب من الحماقة.
نظام مشيخة قطر، ورغم افتضاح أمره في دعم الإرهاب، وأنه كان خادماً ذليلاً لرعاة التطرف ومريديه، وتآمره الدائم لتأجيج الاقتتال والخراب في سورية، ما زال يبحث عن الذرائع لاستمرار الحرب، وإشعالها في أماكن جديدة كانت قد مرت بجانبها ولم تؤثر عليها، ولهذا يتشدق بالقول «لا يجوز إلقاء اللوم على تركيا» متحدثاً عما يسمى تهديدا محدقا على الحدود من المسلحين الأكراد، ومتجاهلاً أن حرب أردوغان عدوانية بامتياز وتستهدف السلب والنهب والحرق، وسرقة ما تبقى لدى السوريين في الشمال، متلطياً تحت مظلة «قسد» وأخطارها المفترضة.
«قسد» لم تكن صفحتها بيضاء يوماً، وان تكون ولاسيما أنها وضعت يدها في يد الأجنبي، من أجل إثارة الفوضى، والتمهيد للتقسيم والخروج من حضن سورية الدولة، وتسهيل طريق الصهاينة نحو الشرق، وتهيئة الأجواء لإقامة قواعد لهم وتأسيس مال وأعمال واستثمارات، وتوسيع نطاق اعتداءاتهم وأطماعهم في المنطقة، لكن ليس أولئك سبباً كافياً كي يفعل أردوغان ما يفعله، وينفذ ما يخطط له منذ بداية الأحداث التي كان شريكاً رئيسياً فيها.
النظام القطري ذهب أبعد من ذلك، حيث حمّل المسؤولية أيضاً لأميركا، وقال: إنها لم تجد حلاً لإرهابيي «قسد»، وهو ما دفع شريك الإرهاب لما أسماها عمليات عسكرية ضد أولئك، حيث يهدف من وراء ذلك الاختباء خلف إصبعه، والترويج أن ما تقوم به تركيا تستهدف به الكرد، وبالتالي تسويغ إقامة «المنطقة الآمنة».
قطر وتركيا تسابقتا لدعم الإرهاب مالياً ومعنوياً وإعلامياً، وذلك بهدف إيقاع سورية بفخه، لكن لم تكن حسابات راعيي التكفير دقيقة، ولم يخرجا بالنتائج التي كانتا في أذهانهما، لأن سورية كانت تقلب الطاولة عليهما، وتحشرهما في الزوايا الضيقة، وهو ما يدفع الطرفين للتفكير في مؤامرة أخرى، وهروب مختلف عن الأول، وبالتالي لو كانت تركيا تهدف لمحاربة الإرهاب، لنسقت مع الحكومة السورية أولاً، ولما اعتمدت على إرهابيي « الحر» في عدوانها هذا.
حسين صقر
التاريخ: الخميس 17-10-2019
الرقم: 17100