في وضح النهار السوري الذي يسجل بداية ونهاية لمرحلتين مختلفتين ومتناقضتين حتى الصميم.. وقع رئيس النظام التركي ونظيره الأميركي في شر أعمالهما الإرهابية، لجهة أن الخلاف الذي دب بينهما على الأقل إعلامياً من جهة، وبين بقية رعاة الإرهاب الغربيين والإقليميين وأردوغان من جهة أخرى، لم يكن ليظهر لولا أن السوريين برهنوا للعالم أجمع أنهم متمسكون بوطنهم واحداً موحداً مهما حاول الإرهابيون والغزاة والطامعون.
أردوغان وقع في شر عدوانه المستمر منذ أيام، وراحت أوهامه في فرض أمر واقع في المناطق التي ما زال يستهدفها جيشه الغازي والمرتزقة المنضوية تحت طربوشه العثماني، راحت جميعها أدراج الرياح السورية التي هبت من كل حدب وصوب في الجغرافيا السورية، تؤكد للقاصي والداني أن سورية كانت وستبقى عصية على المخططات الاستعمارية والإرهابية.
كما لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أفضل حالاً من أردوغان شريكه في الإرهاب، وخاصة أنه هذه الأيام يواجه ضغوطاً داخلية قد تودي بما تبقى من ولايته الرئاسية بالبيت الأبيض، وشكلت مشاهد القواعد الأميركية في ريف حلب والرقة والحسكة وهي خاوية على عروشها، مادة إضافية للجدل في الداخل الأميركي، بعدما كانت منطلقاً لإرهاب التحالف الدولي وداعش وبعده قسد، بينما ينتشر الجيش العربي السوري في هذه المناطق وسط ترحيب شعبي منقطع النظير.
ومن منبج وعين العرب وعين عيسى والطبقة في حلب والرقة، إلى تل تمر والعديد من القرى والبلدات في ريف الحسكة، حيث وصلت طلائع قواتنا المسلحة، يعيش أهلنا أفراحهم بعودة الأمن والأمان والطمأنينة إلى نفوسهم، بالرغم من استمرار العدوان التركي الغاشم على المناطق الحدودية، وكلهم يقين بأن جيشهم البطل سيواصل محاربته للإرهاب والاعتداءات الخارجية حتى يطهر كامل التراب السوري من رجس التنظيمات الإرهابية والقوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على التراب الوطني، وبهذه الحالة ستطوى صفحة مرحلة سوداء في التاريخ السوري، وستبدأ مرحلة جديدة عنوانها سورية دولة واحدة موحدة تجمع كل السوريين.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 17-10-2019
الرقم: 17100