ثورة اون لاين-معد عيسى :
خالف القطاع الزراعي غيره من القطاعات الأخرى خلال سنوات الأزمة ، وصحح كل المغالطات التي حاولت الحكومات السابقة ترسيخها قبل الأزمة ولا سيما تلك التي روجت أن الأولوية للقطاع الصناعي وللقطاع السياحي ولا شك أن تلك المغالطات تركت أثرها على القطاع الزراعي إلى أن جاءت الأزمة التي صححت تلك المغالطات ، فتراجعت الصناعة واختفت السياحة وعاد القطاع الزراعي إلى الصدارة لنواحي تأمين الغذاء وفرص العمل والتي كانت أهم عوامل صمود الشعب السوري في مواجهة الحصار والحرب .
قبل الأزمة بسنوات كانت مساهمة القطاع الزراعي بالدخل الوطني 32 % لكنها تراجعت إلى 17 % قبل الأزمة بقليل بفعل تلك المغالطات التي سبق ذكرها ولكن اليوم عاد القطاع الزراعي إلى موقعه الطبيعي وسجل أعلى مساهمة في الناتج الوطني بنسبة 39 % كما ساهم بـ 60 % من نسبة الصادرات وهذه الأرقام ملموسة للمواطن على عكس النسب المعلنة لبقية القطاعات والتي تبقى في دائرة الشك لعدم لمسها من قبل المواطن .
اليوم ومع استعادة مساحات جديدة في الرقة ودير الزور وريف حلب معظمها زراعي وضمن المساحات المروية سيكون لأرقام القطاع الزراعي وقع أخر تعززه جملة مشاريع قيد الإنجاز في الدواجن والثروة الحيوانية والتصنيع الزراعي .
أرقام الانجاز في القطاع الزراعي لم تقف عند حدود الإنتاج بل تجاوزتها إلى تصحيح انحرافات مهمة حيث عاد عدد كبير من قاطني المدن إلى أريافهم للعمل في الأرض لتعينهم في مواجهة الضغوط المتزايدة عليهم وساهمت مشاريع الدعم الصغيرة المقدمة من الوزارة في تعزيز عودة المواطنين إلى قراهم مصححة بذلك الهجرة من الأرياف إلى المدن .
خطوة القطاع الزراعي تنتظر الاستكمال في الصناعة ، فحتى اليوم فشلنا في تصنيع التبغ بشكل جيد ، وفشلنا في تصنيع الحمضيات والقطن وقضينا على إنتاج وصناعة الحرير وكافة المنتجات الزراعية .