ترامب خليفة البغدادي

بلا لحية .. مرتديا ربطة عنق، وخلافا لجميع متزعمي التنظيمات الإرهابية.. خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العالم أجمع ليعلن مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، وليكون بذات الوقت إعلان تنصيب نفسه زعيما للإرهاب في المنطقة عوضا عنه، حينما تحدث عن جغرافيا سورية وكأنه يتحدث عن جغرافيا بلا هوية، وبذات عقلية متزعم مافيا أو متزعم لتنظيم إرهابي حينما يدعي أحقيته وبلاده بالنفط السوري في منطقة الجزيرة السورية، وبأن بلاده سترسل شركات نفطية أميركية إلى هناك لسرقته والتأمين عليه كما يدعي.
قتل الإرهابي البغدادي أم لم يقتل.. فالمشكلة لم تنته هنا رغم أهميتها ولو من باب القضاء على شخص إرهابي مجرم، فالمشكلة لا تتجسد في شخص البغدادي فقط، ولا في الكم الكبير من الخطر والتهديد الذي يشكله.. بقدر ما تكمن المشكلة في من صنع البغدادي، وفي من دعمه هو وتنظيمه الإرهابي وجميع مرتزقته، وقدم له أسباب الوجود والبقاء لفترة طويلة في سورية، فترة عاث فيها فسادا وقتلا، تنفيذا لمخطط سيده الأميركي، ليخطر على البال كلمات الشاعر الاوكراني تاراس بولبا لابنه أندريه: لقد أنجبتك أنا.. وأنا الأحق بقتلك.
ليست بالأهمية الكبرى مقتل البغدادي، فالجيش العربي السوري وحلفاؤه سطروا انتصارات كبرى على «داعش» تنظيم البغدادي.. وها هو يتابع حربه ضد التنظيمات الإرهابية وداعميها وخاصة الاحتلالين التركي والأميركي، وينتشر على معظم الحدود الشمالية في وجه جيش النظام التركي المحتل ومرتزقته الإرهابيين من اخوات «داعش»، ويصل إلى الحدود السورية التركية في ريف رأس العين بعد أن دخل عشرات البلدات والقرى وصولا إلى قرية الكسرى وتل ذياب زركان، ليكون هذا هو الحدث الأكبر والاهم في أحداث المنطقة.
قُتل البغدادي ومن قبله الزرقاوي وأسامة بن لادن، وفي كل مرة ثمة أسئلة كبيرة تطرح في توقيت القتل والأهداف الحقيقية من وراء ذلك.. في الجوهر فإن ثمة حقيقة واحدة يمكن أن تكون الجواب، وهي انتهاء المهمة لكل منهم، وعملية استثمار من قبل المشغل لهم في ظروف يبدو أنه ضاغطة جدا عليهم، فتكون عملية قتلهم مخرجا واسعا لهم من ورطة كبيرة سواء أكانت داخلية أم خارجية، وذريعة للانتقال إلى مرحلة جديدة لتنفيذ أهداف لاحقة، بعد فشل مخططاتهم في المرحلة الحالية.
يحاول الأميركي والتركي ومن ارتضى أن يكون مطية ومداسا لهم رسم مشهد جديد للصورة في سورية، وخلط الأوراق، واعادة الوضع إلى المربع الأول.. إلا أن إرادة الجيش العربي السوري والشعب السوري وقيادته أقوى من جميع تلك المحاولات، وها هو الجيش العربي السوري قاب قوسين أو أدنى من بسط سيطرته على كامل التراب السوري.
منذر عيـد
moon.eid70@gmail.com
التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر