أكاذيب لا تمر!

 

 

لا يحتاج مقتل أبي بكر البغدادي على أيدي قوات الكوماندوس الأميركية كثير عناء في التحليل لفهم أبعاد الحدث وتوقيته وارتباطه بالمشروع العدواني الإرهابي على سورية والمنطقة من جانب ، وارتباطه بالوضع الداخلي الأميركي من جانب آخر.
فالولايات المتحدة الأميركية استخدمت جميع الطرق والأساليب لفرض سيطرتها وتنفيذ إرادتها في سورية على مدى تسع سنوات دون أن تستطيع تحقيق أهدافها ، واستخدمت الإرهابيين والعملاء ووظفت المرتزقة في ميادين القتال ومحطات التلفزة ووسائل الإعلام ، لكن ثمرة القطاف كانت خائبة في كل المحاولات ، وها هي اليوم تخرج من أحد مخططاتها بالقضاء على صنيعتها الإرهابي أبي بكر البغدادي لتخفي معه جميع الوثائق التي يمكن أن تكشف مؤامراتها على سورية والمنطقة العربية ، فتعيد تنفيذ السيناريو المعتاد نفسه في القضاء على الصنيعة الموظفة إلى فترة محددة بعد استنفاد دورها، تماماً كما كان الأمر بالنسبة لأسامة بن لادن وبعده أبي مصعب الزرقاوي، وهو ما سيكون لاحقاً وقريباً مع أبي محمد الجولاني.
وهنا فإن الولايات المتحدة الأميركية تدخل مرحلة تنفيذ مخطط جديد يتوافق مع أطماعها في السيطرة على مصادر الطاقة بأدوات وشخصيات جديدة ، ليس بإمكان أدواتها القديمة القيام بها بعدما أصبحت أسماء البغدادي والجولاني غير مقبولة أبداً في المجتمعات الغربية والأميركية بخاصة ، وهذا ما بدا واضحاً خلال حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس حين تحدث عن حماية حقول النفط وسرقة حصة منها أكثر مما تحدث عن العملية العسكرية التي قضى فيها على البغدادي.
وعلى الصعيد الداخلي الأميركي يسعى ترامب وفريقه لامتلاك أوراق ضغط قوية يواجه بها خصومه من الديمقراطيين الساعين إلى محاكمته وعزله، وهنا يظهر نفسه بموقع البطل الذي يتابع الإرهاب والإرهابيين في كل مكان وهو في هذه العملية يقضي على زعيم الإرهاب وينهي خلافة داعش كلياً وفق زعمه، ما يضعف موقف خصومه في الكونغرس ويوقف مساعيهم لمحاسبته ومقاضاته تمهيداً لعزله.
هذه العوامل الداخلية والخارجية اجتمعت لتلتقي في هذا التوقيت المتزامن مع الشروع بتنفيذ مخطط عدواني أوسع بدأت مظاهره تتجلى في كل من العراق ولبنان ، إذ يتضح أن الأمور آخذة طريق التصعيد بأسلوب جديد، وطريقة قلب المفاهيم في ظل دعم مباشر وتدخل واضح يعتمد شخصيات أميركية بصورة مباشرة للتأثير على المجتمعات العربية ودعم المحتجين ممن تلقوا تدريبات خاصة بهدف إنهاك الدول العربية وإخراجها من دائرة الفعل والمواجهة، وخاصة مواجهة العدو الصهيوني الذي يتابع المجازر العربية بأيدي العرب أنفسهم ، وينتظر المزيد منها في لبنان، إن استطاع المضي في مخططه وفق أجندته المرسومة.
وبعيداً عن مقتل البغدادي من عدمه فإن المواجهة ما زالت مفتوحة على احتمالات متعددة ، وتلك الاحتمالات معروفة وواضحة ومعروف طريقة مواجهتها والتصدي لها، فالجيش العربي السوري يقف بالمرصاد لجميع تلك المخططات وأثبت على مدى السنوات الماضية أنه تكفل بإسقاطها جميعها ، وهو اليوم يتابع مهمته المقدسة في مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها .
مصطفى المقداد

 

التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة الخارجية تدين التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة وتؤكد حقها بالدفاع عن أرضها  الاعتداءات الإسرائيلية.. وحق سوريا في الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة قوات الاحتلال تغتال الحقيقة.. هكذا يعيش ويعمل صحفيو غزة  بين الفائض و انعدام التسويق.. حمضيات طرطوس هموم وشجون.. وحاجة للدعم قرار الخزانة الأميركية.. خطوة تراكمية نحو تعافي سوريا دمشق تستعد للحدث الأهم.. المحافظ يتفقد آخر الاستعدادات في مدينة المعارض عودة اقتصاد الإبداع والهوية.. حرفيو حلب في معرض دمشق الدولي هذا العام الطفل الوحيد.. بين حب الأهل وقلقهم المستمر معرض دمشق الدولي.. جزء من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية لجنة التحقيق في أحداث السويداء تواصل عملها الميداني وتؤكد على الحياد والشفافية التحالف السوري الأميركي..  زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق خطوة محورية لدعم تعافي سوريا