تعزيز النزاهة

 

 

تتسع هذه الأيام حدة حديث الشارع حول حملات وصفت أنها تكافح الفساد وتعزز النزاهة، ولم يتوقع الشارع ذاته، أن تطول الحملات وزارات بعينها تنظم عقوداً بالمليارات، أو أشخاصاً بأسمائهم، وتتناول الحملات سخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي كونها المؤشر الوحيد على حرية الحديث، إذاً هناك إجماع على محاربة كل أشكال الفساد المالي والإداري… من هذه الأهمية يأتي مشروع قانون الكشف عن الذمة المالية، الذي يعد نقلة نوعية لمشروع الإصلاح الإداري ومنع حصول الكسب غير المشروع. 
فالفساد إذاً ينشأ من خلل يصيب آليات الإدارة في القطاعين العام والخاص، وينعكس سلباً على جهود التنمية، ففي خطوة تمهيدية تسبق وضع اللمسات النهائية على مسودة مشروع قانون، اجتمع أهل الخبرة والاختصاصات التشريعية والقضائية والإدارية والقانونية تحت مظلة ورشة عمل أقامتها وزارة التنمية الإدارية تحت عنوان (تعزيز النزاهة من أجل التنمية)، في إطار تنفيذ المشروع الوطني للإصلاح الإداري.
طبعاً المشروع فكرته جد مهمة، خاصة أنه يطول فيما إذا صدر رئيس وأعضاء مجلس الشعب ورئيس الوزراء والوزراء وكل من يعامل معاملة الوزراء ومعاونيهم، وكل من يعامل معاملتهم، والمديرين العامين ومن يعامل معاملتهم من العاملين بالدولة، والمحافظين وأمناء المحافظات، ورؤساء البعثات الدبلوماسية ومن في حكمهم، وأعضاء المحكمة الدستورية العليا، وقضاة الحكم والنيابة العامة، ومجلس الدولة ومحامي إدارة قضايا الدولة، ومفتشي الجهاز المركزي للرقابة المالية، والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية، والمكاتب التنفيذية، ورؤساء وأعضاء مجالس الإدارة من ممثلي الحكومة في الهيئات والمؤسسات العامة، والشركات التي تمتلكها الدولة، أو تمتلك حصة في رأس مالها، وعناصر الضابطة الجمركية، ومراقبي الدخل ومحاسبي الإدارات، وكل شخص ممن يشغلون وظائف لا تقل عن وظيفة مدير، بمعنى أشمل وأوضح أن هذا المشروع سيطول كل من له صفة التوقيع على صرفيات مالية.
بكل الأحوال خطوة وزارة التنمية جبارة فيما إذا صدرت بقانون، كونه إذا صدر سيشمل كل من له صفة أمر الصرف، خاصة أولئك الذين يجرون عقوداً خارجية بمليارات الدولارات، لا أحد يعلم كيف تتم، عندما نقول ذلك لأننا نريد تسليط الضوء على الجميع لا على جهة بعينها، لأن مسألة النزاهة مسألة تهمنا جميعاً، خاصة أنها حديث الشارع برمته كما قلنا، لأن تعزيزها في إداراتنا العامة يعني تعزيز التنمية التي تشمل الجميع دون استثناء، ونعتقد جازمين أن مشروع القانون الذي تشتغل عليه وزارة التنمية الإدارية يعد مشروعاً وطنياً بامتياز، كونه سيحد من التجاوزات المالية الحاصلة في كل أجهزة الحكومة والقطاع الخاص، خاصة إذا كان متكاملاً وشاملاً وخالياً من الثغرات والنواقص.
اسماعيل جرادات   

asmaeel001@yahoo.com

التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة الخارجية تدين التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة وتؤكد حقها بالدفاع عن أرضها  الاعتداءات الإسرائيلية.. وحق سوريا في الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة قوات الاحتلال تغتال الحقيقة.. هكذا يعيش ويعمل صحفيو غزة  بين الفائض و انعدام التسويق.. حمضيات طرطوس هموم وشجون.. وحاجة للدعم قرار الخزانة الأميركية.. خطوة تراكمية نحو تعافي سوريا دمشق تستعد للحدث الأهم.. المحافظ يتفقد آخر الاستعدادات في مدينة المعارض عودة اقتصاد الإبداع والهوية.. حرفيو حلب في معرض دمشق الدولي هذا العام الطفل الوحيد.. بين حب الأهل وقلقهم المستمر معرض دمشق الدولي.. جزء من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية لجنة التحقيق في أحداث السويداء تواصل عملها الميداني وتؤكد على الحياد والشفافية التحالف السوري الأميركي..  زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق خطوة محورية لدعم تعافي سوريا