اختلال سوق العمل

على الرغم من قلة الأبحاث حول سوق العمل، والافتقار إلى الإحصاءات الموثقة والدقيقة عنها وعدم وجود مؤسسات رصد وتحليل تقدم معلومات تتعلق بالمتغيرات المتوقعة في العرض والطلب، وعدم وجود خطط استراتيجية بعيدة المدى تحدد حاجتها من القوى العاملة ومستوى تدريبها ومهاراته المطلوبة، فقد شخصت إحدى الدراسات بأن سوق العمل تعاني مجموعة من الاختلالات المركبة التي أدت إلى ظهور العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية كنتيجة لها، أبزرها مشكلة البطالة، وعدم المساواة في الأجور، وعدم التناسب في توزيع قوة العمل بين القطاعات، وعدم المساواة بين الجنسين، إضافة للكثير من المشكلات النوعية الأخرى كتراجع ظروف العمل اللائق، واتساع نطاق العمل الهامشي والاقتصاد غير المنظم، وتراجع الحماية الاجتماعية للعمال في القطاع الخاص الأمر الذي يستدعي التدخل الحكومي في سوق العمل.
وبحسب الدراسة فإن منظومة سوق العمل في الاقتصاد السوريّ تتكون من مجموعة المكونات المؤسسية والتشريعية التي من المفترض أن تعمل معاً لتحقيق التوازن في سوق العمل وإن كان من الصعب طبعاً تحقيق توازن تام، إلا أن المطلوب من تلك الآلية ومكوناتها هو العمل على تقليل تلك الاختلالات إلى أدنى الحدود الممكنة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفعالية والإنصاف في السوق.
وتكشف الدراسة عن أن الاختلالات الرئيسة لسوق العمل في سورية، إنما هي اختلالات مزمنة، بمعنى أن الاقتصاد السوري لم يتمكّن حتى الآن من تصحيح تلك الاختلالات، وقد جاءت الحرب لتعمقها، وتزيد من مسؤولية السياسات الاقتصادية في ضرورة معالجتها أيضاً.
الدراسة خلصت إلى مجموعة من المقترحات التي يمكن لها أن تصحح من اختلالات وتشوهات سوق العمل، وأهمها ضرورة وجود استراتيجية وطنية للتشغيل، وتطوير نموذج لـبرامج العمل العام، ودعم ابتكار وتطوير نظام معلوماتيّ غير مركزي لـتبادل معلومات فرص العمل، ودعم مديرية مرصد سوق العمل، والتوسع في إقامة وتنظيم المدن الصناعية، وتعميق نشر سياسة التلمذة الصناعية، وتشجيع زيادة عدد مؤسسات التمويل الاجتماعي، ودعم سياسة التوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتفعيل بعض مواد قانون تنظيم العلاقات الزراعية وقانون العمل الخاص، وغيرها من المقترحات.
خلاصة القول يجب ترجمة الأفكار والأبحاث على أرض الواقع والخروج من إطار النظريات الى التطبيق الفعلي.

بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 30 – 10-2019
رقم العدد : 17110

 

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق