تحتاج الأسرة في فصل الشتاء للمزيد مما كانت تستغني عنه في الصيف، أو لنقل في أيام الدفء، لا يكفي أن تغلق الأم النوافذ والأبواب لتمنع البرد عن أبنائها بل قبل ذلك تحتاج أن تؤمن الملابس الملائمة ابتداء من «الجرابات »، وبعدها تفرش أرض البيت بالسجاد أو الموكيت أو أي غطاء يخفف البرد، ومن ثم مدفأة المازوت أو الغاز أوالكهرباء.
تحتاج تلك الاحتياجات إلى ميزانية تفوق دخل المواطن، في حال كان موظفا حكوميا أو في قطاع خاص، فكيف حال من كان عمله متقطعا، الجميع لايملك ما يؤمن به احتياجات الشتاء لاتقاء البرد، فكيف بالطعام والدواء واللباس، وكيف في أماكن السكن النائية والمخالفة، وفي الأرياف ذات الشتاء القارس؟!
لن تستطيع الأسرة مهما حاولت أن تسد تلك الاحتياجات الأساسية، حتى لو جدولتها وحولتها إلى أولويات لن تستطيع، فالغلاء يحاصرها ويفشل مخططاتها، وهي في أغلب الاحتمالات لم تتخلص من ديون الدخول إلى المدرسة والجامعة.
لاذنب للشتاء في حيرة الأسرة الفقيرة، لأن الأسرة الميسورة والأسرة الغنية تستعد له بكل انواع الصوف والسجاد، من واجب الحكومة بكل مؤسساتها أن تحاسب الفاسدين ، لا أن تتحدث عنهم فقط وتعيد أموالهم المنهوبة من حصة الأسرة في الدفء وغيره، و تراقب التاجر وتسأله عن الغلاء .
الشتاء ليس للفقراء إن لم تتوفر سياسات اقتصادية اجتماعية تحمي المجتمع وتعزز تماسكه.
لينا ديوب
التاريخ: الجمعة 1 – 11-2019
رقم العدد : 17112