لم يكن مشهدا يليق بذوات الكعوب العالية، و لا يتماشى مع خصوصية سيدات لا يتقن مهارات المزاحمة و القفز ، ولايرأف بذوي الأجساد الواهنة من كبار السن ، فالازدحام الشديد و مناورات سائقي وسائط النقل العامة و مزاجيتهم ، تجعل التنقل والفوز بحجز مكان مهمة شبه مستحيلة تتطلب مهارات مميزة و كثيرا من الصبر ، فكيف الحال بذوي الاحتياجات الخاصة ؟
الصعود إلى الباص على كرسي متحرك ليس بالأمر السهل لذاك الشاب الذي استطاع حشر نفسه وسط أرتال المنتظرين بفارغ الصبر ، و بمساعدة أصحاب النخوة تم رفعه ليبحث عن مكان يقف فيه مع كرسيه دون أن يشكل عائقا أمام حركة عبور الركاب من صعود و نزول ، و لكن دون جدوى ، و كان على الركاب حشر أجسادهم و القفز من أمامه و خلفه ، فالباص حديث و تم تصميمه بكرسيين من كل جانب و لا يتسع لكرسي إضافي في الوسط .
ما زال الحديث عن بيئة دامجة لذوي الإعاقات الحركية مبكرا ، فالوضع ليس صديقا لتلك الشريحة الاجتماعية التي تعاني من جملة معاناتها في التنقل بمواصلات لاتوائم حاجاتهم الخاصة ، و إن توفر بعض الباصات التي تتسع لكراس متحركة ، فهي قليلة و لا تفي بالطلب و لا يعقل أن يعاين ذوو الاحتياجات الخاصة الباص قبل صعوده بينما الازدحام على أشده ، ما يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل خوض معركة مواصلات متأزمة ليعانوا الأمرين من بيئة معيقة .
منال السماك
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113