الملحق الثقافي:زهير بن أبي سلمى:
زهير بن أبي سلمى شاعرٌ عربي معمر، يعد من أعظم وأشهر شعراء العصر الجاهلي، وأحد الشعراء السبعة الذين علقت أعمالهم على جدار الكعبة. عرف ببلاغته واستخدام شعره لنشر أفكار نبيلة ومشاعر سامية.
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من قبيلة مزينة، ولد في الحاجر من أرض نجد عام 520 بالقرب من المدينة المنورة. ارتحل مع أهله عنها إلى أرض غضفان ونشأ فيها. توفي والده تاركًا إياه يتيم الأب، إلى أن تزوجت أمه من أوس بن حجر الذي كان يُعتبر من أفضل الشعراء في العصر الجاهلي، فقام بتعليمه أصول الشعر وحفظه أشعاره. وهكذا شق الفتى طريقه في عالم الشعر. تبناه خاله بشامة بن الغدير، وأورثه المال والأخلاق والشعر، فصقلت موهبة زهير كشاعر وتفوق على أساتذته.
وضع على عاتقه مهمة إصلاح المجتمع. وطغت الحكمة والنبالة في أبيات قصائده. كان زهير يبدأ بالقصيدة فينظمها خلال شهر، ثم يهذبها في عام (أي حول من الزمن)، وهو ما ميز قصائده عن غيرها وأطلق عليها اسم «الحوليات».
تنوعت أغراضه الشعرية بين الحكمة والمدح والذم والوقوف على الأطلال. كان محباً للسلم وكارهاً للحرب، لذلك فقد قام بمدح سيدين من أسياد العرب إثر إصلاحهما بين قبيلتي عبس وذبيان، ودحر العداء بينهما.
احتل مكانة حكماء شعراء الجاهلية وأعظمهم، فمدح من قبل أكثر الناس شأناً، ووصف بأنه يأخذ من الكلام ما هو خيره ويترك لبقية الشعراء فضلات الكلام.
يعد زهير من المعمرين في ذلك الزمان فقد كان عمره عند وفاته 87 عاماً.
من معلقته نقتطف:
أَمِــنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْـنَةٌ لَـمْ تَـكَلَّمِ
بِـحَـوْمَـانَةِ الــدَّرَّاجِ فَـالُـمتَثَلّمِ
وَدَارٌ لـهـا بـالـرَّقْمتَيْنِ كـأَنَّـهَا
مَـرَاجِيعُ وَشْـمٍ فِـي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ
بِـهَا الْـعَيْنُ وَالأَرْآمُ يْـمَشِينَ خِـلْفَةً
وَأَطْـلاَؤُهَا يَـنْهَضْنَ مِـنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَـفْتُ بِـهَا مـن بعْدَ عِشْرِينَ حِجَّةً
فَـلأْياً عَـرَفْتُ الـدَّارَ بَـعْدَ تَـوَهُّمِ
التاريخ: الثلاثاء5-11-2019
رقم العدد : 972