وعود ترامب القلقة!

 لم تتوقف الإدارة الأميركية يوماً عن سعيها لكسر الإرادة السورية في تصديها للمخطط العدواني الإرهابي على سورية ، ولم تترك مجالاً لتمرير عدوان إلا وعملت على الاستفادة منه، لكنها لم تستطع أن تؤثر في الصمود السوري، ولن تستطيع بلوغ أهدافها أبداً طالما واجهت جيشاً مؤيداً بخلفية شعبية تزداد متانة ورسوخاً يوماً بعد آخر.
ولعل التصريحات الأميركية الصادرة عن البيت الأبيض وغيره من الإدارة الأميركية تعكس التخبط في الرؤية السياسية التي تحكم سلوكها وإقدامها على تصرفات محددة آناً وتراجعها عنه في آن آخر، فقد فاجأ الرئيس دونالد ترامب العالم بتصريحه في التاسع والعشرين من آذار عام ٢٠١٨ القاضي بالانسحاب من سورية ليضع حلفاءه أمام خيارات صعبة دفعهم للمسارعة في الطلب إليه بالتراجع عن ذلك القرار، ثم تابع الإعلان عما يدعم ادعاءاته الكاذبة في مطلع العام الحالي واصفاً سورية بأنها بلد الرمال والموت، في حين أكد في تغريدة قبل نهاية العام الماضي على سحب قوات بلاده.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقد غرد قائلاً: إن سورية بلد الأطباء والمهندسين والمثقفين وإن من يزورها يعود لزيارتها مرة ثانية، وزاد على ذلك منتصف الشهر الماضي مظهراً دعماً لتسهيل عملية التفاوض ومعلناً عدم وجود أي مانع من جانب واشنطن من دعم روسيا لسورية، لتأتي تصريحات بومبيو بعدها لتعلن أن القوات الأميركية باقية ولن تنسحب وستتولى حماية حقول النفط التي أعلن رئيسه أمام العالم أنه سيأتي بشركات عالمية لاستخراج النفط منها، ضارباً عرض الحائط بالقوانين الدولية وميثاق هيئة الأمم المتحدة وجميع الأعراف والمواثيق الدولية، فكيف يمكن التعامل مع الأخطبوط الأميركي المتسلط على المنظمة الدولية والساعي لمصادرة ثروات الشعوب وإرادتها؟
إن سنوات المواجهة ضد الإرهاب المصنع والمدعوم أميركياً حددت أسلوب المواجهة والتصدي، فالقدرة السورية الذاتية ظهرت في أبهى صورها، والدعم الدولي من جانب الحلفاء استند في جوهره إلى قوة وثبات وقدرة الدولة السورية بمجموع مقدراتها، والتجارب المعاشة على امتداد سنوات العدوان قدمت البراهين والدلائل أن عزيمة الجيش لا تهن ولا تضعف وأن موقف الشعب السوري يزداد صموداً واستعداداً للمواجهة إلى أبد الدهر، وأن سورية عصية على الكسر والتراجع، فالعجلة نحو دحر الإرهاب واستعادة الأراضي التي دنسها الإرهابيون والغزاة تدور وتتحرك باتجاه واحد، هو إلى الأمام دوماً، وليس هناك أدنى احتمال للتراجع أو التهاون في أي حق سياسي أو سيادي، لا في الميدان ولا في مضمار السياسة والتفاوض، وأن السياسة الأميركية المراوغة والأوروبية التابعة والرجعية التابعة والتركية المعتدية مصيرها الفشل والخسران والهزيمة، وأن بطولات الجيش العربي السوري الباسل وحدها تحدد إطار النهايات التي يلتزم السوريون وحدهم صياغة بنودها، وتلك هي عوامل الانتصار المؤكد.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 11-11-2019
الرقم: 17119

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق