الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم:
ولد رسول حمزاتوف في الثامن من أيلول عام 1923، ورجل عن ثمانين عاماً، عمل معلماً في شبابه. وفي عام 1950 تخرج في معهد غوركي للآداب، المعهد الذي تخرج فيه حسب الشيخ جعفر وعراقيون وعرب آخرون. صدر له أول ديوان عام؛ حيث كانت بلاده تخوض حرب تحرير عالمية لتطهير الأرض من الفاشية عام 1943. كانت الحرب مشتعلة الأوار ضد ألمانيا الهتلرية. كما نشر ملحمتين: (حوار مع أبي 1953) و(بنت الجبال 1958) وله دواوين وكتب أخرى ناهزت الأربعين كتاباً وديواناً أهمها عدا ما ذكرته آنفاً: ديوان: (عام ولادتي 1950) و(النجوم العالية 1962) و(كتابات 1963) و(نجم يهمس لنجم 1964) و(السمراء 1966( وكذلك (قلادة السنين 1973) غير أن قصته الشعرية المنضومة بعنوان (داغستان وطني) كانت الأكثر شهرة في بلاده والخارج، حيث حول الشاعر الموهوب عواطفه الوجدانية الى كلمات تصدح كالموسيقى وترى كالألوان وتذوب عشقاً لوطنه داغستان، وتثير ذات العشق لدى أي قارئ لوطنه الخاص. كما لا ننسى ديوانه الطافح بحب الأرض الداغستانية (قلبي في الجبال) و(أنا والجبال) وغيرهما.
وصدرت مؤلفات الشاعر حمزاتوف كاملة في ثمانية عشر مجلداً ضمت أربعين مؤلفاً هي نصف عدد سنوات عمره باللغة الأم الآفارية وثمانية مجلدات باللغة الروسية. هذا الشاعر المبدع والإنسان الثري بالروح الفذة. يعرف الشاعر القصيدة بأنها صنعة شعرية حيث لا وجود لهذه الحرفة كما جاء فى قصيدته «طالما الارض تدور» معتبراً الشاعر الحقيقي هو من يرى كل الأحاسيس في العالم وليس من الضرورة الانطلاق في أي اتجاه لكي يكتب القصيدة، فهو قادر على رؤية كل الأعاجيب قريبة منه ولا يحتاج إلا لبذل الجهد.
نقتطف مقاطع من أجمل أعماله وأكثرها شهرة (داغستان وطني):
«إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عاماً ليتعلم الصمت».
«الإبرة الواحدة تخيط ثوب العُرس والكفن».
«الشعب من دون كتاب كإنسان يسير مغمض العينين لا يرى العالم. الشعب من دون كتاب كإنسان من دون مرآة لا يستطيع أن يرى وجهه».
«شيئان في هذه الحياة يستحقان الصراع، وطن حنون وامرأة رائعة!».
«عندما تستيقظ من نومك، فلا تقفز من سريرك كأن أحداً عضك، فكر قبل كل شيء بما حلمت به في نومك».
«أنا سيد كلمتي، أقف عندها إن شئت وأنكص عنها إن أردت، أحمل شوقي وحنيني حيثما ارتحلت
«الحنين إلى الوطن. أتطلع إلى وطني من شباك قفصي!».
لا يمكن أن يكون كاتب من دون وطن!
لسنا نحن الذين نختار أوطاننا.. بل الوطن هو الذي اختارنا منذ البداية.
كم من كاتب يمسك القلم ويجلس إلى الورقة لا تقوده عاطفة الحب أو البغض.. بل حاسة الشم وحدها!
وجع قلبي وفرحه.. هما اللذان يجبرانني على الإمساك بالقلم!
الشاعر: نار ومصدر نور.
النور لا يلقي ظلاً.. والنور لا يصدر عنه إلا النور.
هذه هي قصتي.. أما جرحي فهو معي!
«صادق الكتاب، فصفحاته الخيرة تنتظر نظرة منك، أحنِ جبينك فوق صفحاته في جد، في كل سطر يختفي شهد الحكمة».
«تقول الفتاة لحظة ولادتها: أعرف أنكم لا تنتظرون قدومي، وأعلم أن لا أحد منكم يكن لى الحب. ولكنى جئت، لذلك أرجوكم دعونى أعيش وأكبر ثم أطوي شعري وأسرحه وأغني. يومها أراهنكم إذا ما وجدتُ رجلاً فى العالم يقول لي: أنا لا أحبك».
«على كل إنسان أن يفهم منذ صباه أنه أتى إلى هذا العالم ليصبح ممثلاً لشعبه، وعليه أن يكون مستعداً لتحمل أعباء هذه المهمة».
«اكتب عما تعرف وتستطيع، أما ما لا تعرفه فاقرأه في كتب غيرك».
«لقد تعودنا في زمننا أن نملأ استمارات مختلفة. كم واحدة منها ملأت في حياتي! لكني لم أجد في أي استمارة سؤالاً يتعلق بحب الوطن، وهذا لا يعني أبداً أن هذا الحب لا وجود له بين سكان هذه الأرض».
«الأفكار والعواطف تأتي كالضيف في الجبال، من دون دعوة ومن دون إنذار. لا مجال للاختفاء ولا للتهرب منها ومنه».
«قال أبو طالب: إذا أطلقت نيران مسدسك على الماضي، أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك».
«حين تُسأل من أنت، يمكنك أن تقدم وثائقك، هويتك التي توجد فيها كل المعطيات الأساسية، وإذا ما سُئل شعب من يكون، فالشعب يشير إلى العالم، الكاتب، الفنان، المؤلف الموسيقي، رجل السياسة، القائد الذي أنجبه ويعد كل منهم وثيقة تدل عليه».
«الأبيات التي سترددها العمر كله تُكتب مرة واحدة».
«لا يولد أطفال من تزويج الدمى».
«كن صديق المعرفة فبيتها غني، وعطاياها سخية، وجنانها وارفة».
«يمكن للرجل أن يركع في حالتين: ليشرب من العين، وليقطف زهرة».
«العيون التي لا حياة فيها تشبه حبات العنب».
«إذا فكرت فكأنك حملت. الطفل سيولد حتماً، عليك فقط أن تحمله، كما تحمل المرأة الجنين في أحشائها، ثم تلده بعرق جبينها وبالآلام، وأما الكتاب فولادته هي كتابته».
«أشياء كثيرة يطويها النسيان، من مائة بيت لا يبقى إلا بيت واحد، لكنه يبقى إلى الأبد».
«ففي هذه الأعوام والعقود الخمسة لم تتوسع حدود مقابرنا وحسب، بل حدود تصوراتنا عن الحياة وعن العالم».
«أحب أن تبقى القمم تحت نظري
بين حدود السماء وحدود الأرض
«لقد قسمت نساء الأرض إلى قسمين: أنتِ، ومن بقي منهن».
الحياة دون حب أبسط وأهدأ.
لعلها أبسط وأهدأ، إلا أنني لا أذكر يوماً كهذا في حياتي!
«السلاح الذي تحتاجه مرة، عليك أن تحمله العمر كله».
التاريخ: الثلاثاء12-11-2019
رقم العدد : 973