بعد موسم قطاف الزيتون وتفاؤل المواطنين بتوافر ثمار الزيتون والزيت إلا أنهم فوجئوا بارتفاع أسعارهما ولا سيما مادة زيت الزيتون لتتجاوز توقعاتهم مقارنة بالمواسم السابقة حيث بلغت نسبة ارتفاع صفيحة الزيت زنة ١٦ كغ أكثر من 40٪ مقارنة بالموسم الماضي والتي من المعتاد أن تنخفض أسعار زيت الزيتون مع بداية الموسم، لكن مع بداية هذا الموسم ارتفعت ليصل سعر صفيحة زيت الزيتون وزن ١٦ كغ حالياً مابين ٣٢ – ٣٥ ألف ليرة وارتفاع وصل لأكثر من ١٠ آلاف ليرة للصفيحة، بينما كانت بداية الموسم الماضي تباع ٢٢ ألف ليرة وهذا الارتفاع الحاد شكل عبئا مادياً إضافياً على شريحة واسعة من المواطنين ولا سيما أن هذه المادة تعتبر مادة أساسية في المنزل وتحتاج كل أسرة على أقل تقدير إلى ثلاث صفائح من الزيت سنوياً ما يشكل عبئاً مالياً على المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود.
أما بالنسبة لأسعار ثمار الزيتون للمائدة التي تلجأ معظم الأسر للمونة بالرغم من أسعارها المرتفعة أصلاً فهي تشهد ارتفاعاً حاداً لقلة العرض وزيادة الطلب، بسبب إصابة ثمار الزيتون خاصة المصنفة للمائدة بمرض ذبابة الزيتون والتي أدت بالتالي إلى تدني نسبة الإنتاج والعرض بالرغم من توافر ثمار الزيتون الأخضر والأسود الطازج بالأسواق ولكنها تباع بأسعار مرتفعة، وتباع حسب أسمائها وتصنيفها وحسب مناطق إنتاجها وتتراوح أسعاره ما بين ٥٠٠ إلى ٧٠٠ ليرة للكغ.
وعزا المزارعون هذا الارتفاع لزيادة تكاليف الإنتاج بينما يرى الكثير من المواطنين أن السبب هو زيادة الطلب على مادة زيت الزيتون وخاصة بعد إعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن وسحب كميات كبيرة منه إلى الأردن لجودة الزيت السوري وبسبب الفرق الكبير بالسعر، أما السبب الآخر فيرجع لقلة إنتاج الزيتون بمحافظة درعا للموسم الحالي لتصل إلى ٢٦ ألف طن من الزيتون مقارنة بالمواسم السابقة والتي كانت تصل لأكثر من 80 ألف طن، مضيفين لا بد من تدخل الجهات المعنية بالمحافظة وخاصة مديريات التجارة الداخلية والزراعة وغيرها من الجهات الأخرى المعنية بتحديد أسعار مادة زيت الزيتون من خلال دراسة التكلفة المادية لهذه المادة وتحديد نسبة الربح سواء أكان للمزارع أم للتجار الذين يقومون بشراء كامل إنتاج المحافظة من زيت الزيتون مستغلين حاجة المزارع، وبالتالي التحكم بالأسعار حسب رغبتهم بعيداً عن أعين الرقابة التموينية لعدم وضع سعر محدد للمادة.
درعا – سمير المصري:
التاريخ: الأحد 17-11-2019
الرقم: 17124