تبادل الخبرات والتجارب المحلية والعالمية.. المؤتمر العلمي الثاني عشر للرابطة السورية لأمراض وجراحة القلب يختتم أعماله
اختتمت في دمشق أمس أعمال المؤتمر العلمي الثاني عشر للرابطة السورية لأمراض وجراحة القلب، والذي تضمن نحو عشرين محاضرة شارك بها أطباء سوريون إضافة للعديد من المحاور والأبحاث وحالات سريرية ومحاضرات حول مستجدات تشخيص وتدبير اضطرابات نظم القلب وقصوره واختلاطاته، كما رافقه معرض لأحدث التجهيزات الطبية والصناعات الدوائية الحديثة وتكريم للدكتور الراحل سامي القباني أحد مؤسسي جراحة القلب في سورية.
ولفت رئيس الرابطة الدكتور حسام الدين الشبلي إلى أن مشاركة أطباء سوريين مختصين مغتربين في دول عدة أغنت المؤتمر عبر تبادل الخبرات والتجارب المحلية والعالمية بمواضيع متنوعة مؤكداً أنه ورغم ظروف الحرب لم يتوقف الأطباء عن رفع سوية المهنة وإقامة نشاطات علمية تبقي الممارسين على اطلاع بأحدث المعلومات وآخر التطورات.
من جهته أكد استشاري الأمراض القلبية الدكتور فواز الأخرس أن أمراض القلب لا تقتصر على كبار السن بل تشخص لدى الشباب والأطفال ونسبة وفياتها لاتزال مرتفعة مقارنة مع أمراض خطيرة أخرى منوها بضرورة التشخيص المبكر والتدبير الفوري واختيار علاج حسب كل حالة ومعايرة الجرعة لتجنب الآثار الجانبية وضمان تعايش جيد مع المرض ومنع تطوره واختلاطاته.
ولفت الأخرس إلى أهمية العودة لإجراء الأبحاث والدراسات حول مرضى القلب والتي توقفت نتيجة الأزمة ولا سيما أن نتائج الأبحاث الغربية قد لا تخدم بالضرورة المرضى في منطقتنا مبيناً وجود مشروع بدأ عام 1999 لإجراء بحوث علمية بين مشافي الباسل بدمر والمواساة والأسد الجامعيين وقد أنتج ستة أبحاث نشرت في سورية ومؤتمرات أوروبية وأمريكية.
من جهته أشار اختصاصي الأمراض القلبية الدكتور نهاد عساف إلى أن تدبير مرض قصور القلب شهد تطوراً لناحية التشخيص والعلاج الذي كان يقتصر على نوعين أو ثلاثة من الأدوية لكن حالياً يوجد أنواع كثيرة فعّالة بشرط التشخيص الدقيق.
وعن العلامات التي تنذر بوجود حالة قصور قلبي وتستدعي استشارة طبية بيّن عساف أن من بينها الشعور بالتعب عند بذل أي جهد حتى لو كان بسيطاً وعدم القدرة على النوم الطبيعي والاستيقاظ مع شعور بضيق نفس أو من أجل التبول عدة مرات ليلاً في حين أن الأشخاص المدخنين أو السكريين أو الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم فيجب أن يراجعوا الطبيب حتى دون أعراض سريرية لأن التشخيص المبكر مهم جداً لنجاح العلاج.
وأشار اختصاصي الأمراض القلبية بمشفى الباسل لجراحة القلب الدكتور ذياب الفاعوري إلى وجود تقنيات حديثة جراحية ودوائية لتدبير القصور القلبي منها تركيب أجهزة لفترة محددة تدعم عضلة القلب وتشهد تطوراً لجهة وزنها وتحسن فعاليتها كاشفاً أن عدد المرضى الذين يراجعون مشفى الباسل بدمر بشكوى قصور قلب أي «اعتلال عضلة قلبية متطور دون سبب أو مشكلة في الشرايين» يشكلون 5 بالمئة من مختلف الأعمار.
ونوه الفاعوري بالمستوى المتطور لتدبير أمراض القلب في سورية لجهة الأجهزة والخبرات البشرية معتبراً أن إمكانية زراعة القلب ليست بالبعيدة عن الكفاءات الوطنية لكن يلزم تطوير التشريعات وخلق ثقافة مجتمعية داعمة للتبرع بالأعضاء.
وعن اضطرابات النظم القلبية أوضح اختصاصي أمراض القلب الدكتور إلياس بركات أن الاضطرابات التسارعية أي النبض السريع تعالج بتركيب صوادم كهربائية وهي متوافرة في مشفى الباسل بدمّر في حين تعالج اضطرابات النظم التباطئية بتركيب بطاريات ولها عدة أنواع وأشكال حسب عمر المريض وهي تحميهم من الموت المفاجئ.
من جانبه استشاري أمراض القلب والعلاج التداخلي بالقثطرة وأستاذ محاضر في جامعة الشارقة والجامعة الألمانية الدكتور بسام البابا تحدث في محاضرته حول التدبير المثالي لمريض قصور القلب الحاد وهو مرض شائع الانتشار وأبرز أسبابه ارتفاع الضغط الشرياني ونقص التروية المزمن إضافة إلى التهابات العضلة القلبية ويمكن أن يصيب مختلف الأعمار مبيناً وجود مستجدات حديثة للعلاج منها تجهيزات تساعد عضلة القلب الواهنة ريثما تتم زراعة قلب وتحقق نتائج ممتازة عالمياً.
مدير عام مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب بدمر الدكتور نائل كنعان بين أنه ورغم الظروف التي فرضتها الحرب الإرهابية على سورية فإن المشفى لا يزال يجري من 5 إلى 7 عمليات يومياً كاشفاً عن التحضير لافتتاح قسم جديد يضم ست غرف عمليات و36 سرير عناية مشددة يمكن أن يوضع في الخدمة منتصف العام القادم.
ويعتبر المؤتمر هو النشاط الـ 56 للروابط والجمعيات الطبية المتخصصة منذ بداية العام الحالي وفق نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر حسن الذي أكد أهميته لجهة تنوع مواضيعه وغنى معلوماته وخبرات المشاركين فيه.
دمشق – الثورة:
التاريخ: الأحد 17-11-2019
الرقم: 17124