«غدرات الزمن»

لو كان لمبادرة دعم الليرة (ليرتي قوتي) لسان ينطق لصرخت بأعلى صوتها مطالبة أصحاب (العنتريات) الذين أكثروا وأفاضوا لا بل أغرقوا مسامعنا بالتوقف عن إطلاق الشعارات والتصريحات الطنانة والوعود الرنانة والإطلالات الإعلامية التي صمت معها وبها آذاننا، لدرجة أننا كدنا أن نقنع أنفسنا بأنفسنا أن زمن المضاربة، والرقص على حبال تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الليرة، والسمسرة والمتاجرة قد ولّى إلى غير رجعة.
هذا ما كنا جميعاً (ودون استثناء) نُمني النفس به.. كنا نترقّب وبشغف كبير (فزعة) تجارية ـ صناعية من العيار الثقيل جداً ولا سيما قطاع رجال المال والأعمال.. كنا (نتيجة كم التطمينات الكبيرة والضخمة التي أغرقونا بها) ننتظر لحظة سقوط الدولار الأسود على بساط سعر الصرف الحقيقي لا الوهمي أو الخلبي بعد أول جولة تدخل.. كنا نتحيّن اللحظة التي سنتنفس من خلالها الصعداء (سعرياً) بعد أشهر من حبس الأنفاس، وضيق ذات اليد التي باتت (وللأسف) واقع حال السواد الأعظم للمواطنين وأصحاب الدخل المحدود جداً جداً، الذين يمسون على نشرة سعرية، ويصبحون على أخرى مغايرة لسابقتها تماماً (تصاعدية طبعاً)..
كنّا وما زلنا نعيش على أمل أن نرى الطرف الآخر شريكاً حقيقياً واستراتيجياً (قولاً وفعلاً) في الضراء قبل السراء، وفي الندرة كما الوفرة والبحبوحة الذين كانوا وما زالوا يقطفون ثمارها (بكل أشكال النقد حتى الذهبي منها) من الدولة باعتبار أنهم كانوا يدّعون في سابق الأيام وما زالوا بأنهم شركاء فقط، دون أن يحددوا نوع أو شكل هذه الشراكة التي تبدو في ظاهرها ومضمونها وأسلوبها (حتى تاريخه على أقل تقدير) أنها مصلحية بحتة، قائمة على الغنم ليس إلا، وفي جميع الأوقات والمناسبات والظروف.
هذا هو الشكل الظاهر للتحرك الأخير، ليس تهجماً أو تكهناً، وإنما من حقيقة النتائج السلبية التي أفضت إليها مقدماتهم السلبية، والتي كان من الممكن لها أن تكون جيدة لا بل ممتازة، لو أنهم أوفوا بـ 50 % من وعودهم البراقة وتأكيداتهم بأنهم أهل للسيف والضيف وغدرات الزمن التي لن تستثني أحداً… منهم، باعتبار أنهم يعرفون أكثر من غيرهم بكثير أن الحياة (سلف ودين).

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 18-11-2019
الرقم: 17125

آخر الأخبار
دلالات سياسية بمضامين اقتصادية.. سوريا تعزز تموضعها الدولي من بوابة " صندوق النقد الدولي والبنك الدو... سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ...