التجارة شطارة لا خسارة

الطمع كماء البحر، زد منه شرباً تزدد عطشاً .. عطشاً للماء المالح لا العذب الذي يبدو أنه لم يعد قادراً على إرواء فجع وجشع الشريحة الواسعة من تجارنا وبائعينا الذين ينسفون بين الفينة والأخرى وبشكل شبه جماعي مصطلح «الهوامش الربحية» من قاموس تعاملاتهم اللاتجارية، ويستبدلونه بالأرباح الفاحشة من أينما وكيفما كان، وبغض النظر عن الملاءة المالية «إن وجدت» لأصحاب الدخول ولاسيما المحدودة منها.
نعم، أرباح التجار والباعة زادت وفاضت وأغرقت خزائنهم العامرة، في صورة طبق الأصل ولكن بشكل مغاير تماماً «بالمقلوب» يجسد وبشكل حقيقي ودون أي رتوش أو مساحيق تجميل واقع حال الجيب المثقوب للمواطن وتحديداً الموظف صاحب الدخل المحدود جداً جداً، الذي مازالت حالة الفرح والسعادة بمكرمة السيد الرئيس بشار الأسد القاضية بإضافة مبلغ 20 ألف ليرة إلى الرواتب والأجور الشهرية المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين، ومنح 16 ألف ليرة لأصحاب المعاشات التقاعدية هي السائدة حالياً، وهي أيضاً التي يجب أن تبقى لنتمكن جميعاً من قطف الثمار الإيجابية للمرسوم على واقع المعيشة اليومية للمواطن التي كادت أن تنهكها تداعيات الحرب والحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة والظالمة، يضاف إليها ممارسات ضعاف النفوس من التجار والباعة الذين لم يكلوا أو يملوا حتى تاريخه من التلاعب «دون مسوّغ مشروع» بمؤشر أسعار المواد الأساسية والسلع الضرورية، ضاربين بخداعهم واحتكارهم وغشهم بالمواصفات والنوعية عرض الحائط.
هذا هو المشهد العام لحال أسواقنا ومتاجرنا ومحالّنا التي يحاول أصحابها والقائمون عليها بمناسبة ودونها إرغامنا «مكرهين» على تقبل ممارساتهم اللاتجارية، وشعاراتهم الخلبية التي يتغنون بها والتي يقولون فيها إن التجارة شطارة، فيها الربح فقط دون خسارة، فالأخيرة على المواطن تحمّل تبعاتها وزياداتها « التي لم تعد تطاق» باعتباره الحلقة الأضعف في سلسلة العملية التجارية التي يتناوب تجار الجملة ونصف الجملة والمفرق .. وصولاً إلى أصغر كشك في أبعد منطقة، على تقاذف كرة أسعارها التي ألهبت لا بل أحرقت «ولم تبق شيئاً» من جيب المواطن، الذي كان ومازال ينظر مَن الوزارة التي كُلفت رسمياً بحمايته والدفاع عنه، تغليظ عصا العقوبات إلى الدرجة التي يمكن معها إيلام هؤلاء السماسرة والمنتفعين والمتسلقين «مادياً»، على أكتاف المواطن، لا دغدغتهم، ومحاباتهم .. فألف عين بائع .. ولا عين المواطن ..

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 25-11-2019
الرقم: 17130

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض