حقاً محزن جداً ما يجري وإلى حدود الفجيعة !، فما عجزت عن تحقيقه وحوش الإرهاب خلال سنوات الحرب الماضية، هاهي اليوم تستكمله وحوش الغلاء وتجار الأزمات الذين باتوا يعيثون فساداً وخراباً في ما تبقى من أطلال أحلامنا وآمالنا.
فهل نجحت هذه الحرب في أن تصيب أرواحنا وضمائرنا في مقتل ، وإلى الحد الذي بتنا فيه بارعين بنكران بعضنا البعض على مقصلة الوجع.
نعم. هناك من يترصدنا بالدمار والخراب ، بل هناك من يرقص على أوصالنا وعروقنا، ويشرب نخب شقائنا ووجعنا حتى القهر والهلاك.
كفاكم.. أيها المختالون فوق الألم نهشاً لأرواحنا، فلا تزال جروحنا تنزف بغزارة، ولا يزال الوجع يفتك بأحلامنا التي باتت تخشى الوقوف على عتبات الامل خشية الوقوع فريسة سهلة لتلك الوحوش الضارية التي تبقي أفواهها مفتوحة حتى تقطع بأنيابها كل ما من شأنه أن يعيد الحياة الى أجسادنا التي أنهكها الحزن والبؤس.
هستيريا الغلاء التي تشهدنا أسواقنا خلال الأيام القليلة الماضية، خصوصا بعد مكرمة السيد الرئيس بشار الأسد بزيادة الرواتب والمعاشات، تؤكد أن هناك بين جنباتنا في هذا الوطن الذي ضحى أبناؤه بالغالي والنفيس، أشخاصاً لا يزالون يحاولون طعنه من الخلف، يستهدفونه من الداخل وعند كل انتصار وخلف كل بوابة تفتح لهم سبل النهوض والعافية.
لم تنته معركتنا، فلا يزال هناك الكثير من الوحوش التي تختبئ خلف انتصاراتنا محاولة الاجهاز عليها، والإجهاز على بارقات الامل التي يرسمها شهداؤنا وأبطال جيشنا الباسل بدمائهم وتضحياتهم المستمرة على جبهات الوطن كافة.
فردوس دياب
التاريخ: الاثنين 25-11-2019
الرقم: 17130