الملحق الثقافي: هنادة الحصري :
مرّ بي راهب العطر،
وشوشني واختفى!
حيرة كللتني وذرّتْ
على مفرق القلب دهشتها
فتساءلت من أي صحراء
وافت بساتين عمري
غيوم الجفا؟
أفصحت نائحات الأثير:
أمير حديث العشيّات
قنديل مجلسنا
شحّ فيه مداد الفتيل
فهبّ، وشبّ، ورفرف
ثم انطفا..!
أيهذا الشهابيّ
كم كنت شيخ المحبين
والصادقين الصدوقين
والمخلصين.. وتاج الوفا
قنديل مشكاتي يضيء
وزيت وهجي في وريدي
يا أيها العام المطرز بالنجوم
عباءتي منسوجة
بخيوط ذاكرتي
وإبرة همسك الليليّ
يدهمني صهيل الريح
وقتَ يدقّ أبواب الوداع
هي القدس قبة وحي
ومسرى نبوهْ
وهذا دمي المجدليُّ
بخور لمريم
من غوطة الشام أسعى به
في خشوع الأذان ابتهالا
يؤاخي نداء النواقيس
يعبق في الكون وعيا
وطيبا وإشراق صحوهْ
فباسم البهيّ العظيم الأحدْ
يضيء الهلالُ
جراح الصليب الأليف
جبلّة خلق فسيح السماء
من البدء حتى نشور الأبد
غائماً كان سقف السنه!
والدموع على الغائبين من الأهل
والراحلين اليتامى،
البعيدين عن بهجة القلب
شوّش ألوانهم لاعجُ الوجد
وارتحلت في قطار الزغاريد
تلويحتي الواهنه..
التاريخ: الثلاثاء26-11-2019
رقم العدد : 975