تحولات حارة..!

 

 

 

قبل 15 عاماً كانت شرفتي الصغيرة في الطابق الخامس من أحد الأبنية جنوب العاصمة، تلقي التحية على جبل الشيخ من الغرب وعلى جبل قاسيون من الشمال، وتستقبل نسائم شرقية عليلة من قلب الغوطة، لتذكرني بأغان جميلة من زمن آخر جميل..!
بعد سنوات قليلة – ونتيجة الاجتياح العشوائي للحارة بالأبنية المخالفة – أصبحت شرفتي مجرد «شاهد زور» على «نشاط» مكثف لحيتان العقارات الذين رفعوا في فترة قصيرة «ناطحات سحاب» جديدة تسد الأفق من كل الاتجاهات وتحجب الهواء والشمس وتقطع الماء والكهرباء، وتضيف ضيوفاً جدداً بعادات وطقوس جديدة، فأصبحت جاراً «سعيداً» لعدد من كشاشي الحمام الذين يعتلون ظهور أبنيتهم ويمارسون هواياتهم المفضلة في «الكش» و«التصفير»، وتحولت الأزقة القريبة إلى «كراجات» لعربات بيع الخضار والفواكه والخبز اليابس وطنابر المازوت وهوندايات بيع الغاز والأدوات المستعملة، ومسرح جوال لأطفال يحفظون أغاني رديئة من زمن رديء على شاكلة «أغراض عتيقة للبيع»..!!
ومثلي مثل حارتي أيضاً كنت «شاهداً» على «نشاط» مكثف لعمال البلدية وهم يزيلون مخالفات الناس البسطاء العاجزين عن «إرضاء» خاطر البلدية التي كانت تضرب «بيد من حديد» جدران غرفهم دون رحمة، بينما تصافح باليد الأخرى – وهي من حرير بالمناسبة – حيتان العقارات الذين «بنوا» عشوائياتهم المرتفعة على عينك يا تاجر «عفوا» يا بلدية..!
بالأمس تذكرت هذه الحادثة، وأنا أسمع «وعيد» وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لمن يرفع أسعاره هذه الأيام، و»تهديدها» باليد الحديدية، و «سوّلت» لي نفسي «الأمارة بالسوء» أن أسأل بمكر.. هل تقصد الباعة الصغار المنتشرين في الحارات العشوائية، أم إنها ستلاحق حيتان التجارة الكبار الذين يستوردون بسعر دولار «المركزي» المنخفض، ويبيعون سلعهم بسعر دولار السوق السوداء الصاعد باستمرار، ولاسيما أنهم من يحددون أسعارهم ويعممونه على التجار والباعة الصغار.؟!

عبد الحليم سعود

التاريخ: الخميس 28 – 11-2019
رقم العدد : 17133

 

آخر الأخبار
تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج... ضربات الشمس تحت السيطرة.. وقطاع الإسعاف في خط الدفاع "ضاحية قدسيا" بين تحديات الواقع الخدمي وآمال الدعم الحكومي  خدمات متردية في السكن الشبابي ومساحا...