لا نجافي الحقيقة، ولا نبالغ إن قلنا لايهمنا ما تتشدق به الإدارة الأميركية على منابر الكذب والادعاء، ولا كل ما يتفوه به سياسيوها وعسكريوها من ذرائع لتبرير فعل احتلالي موصوف، ومحاولات إضفاء صيغة الشرعية على ما يقومون به من أفعال عربدة عدوانية لنهب مقدرات السوريين، ولا يهمنا إن خرج ترامب على الملأ الدولي ليدلو بدلو صفاقاته عن نياته الاحتلالية مشهراً سكين الرغبة باقتطاع استعماري لمساحة من الخريطة السورية تحت مسمى محمية نفطية برعاية الذئب الأميركي، أم اختبأ خلف أصابع إجرامه مدعياً حرصه المزعوم على ثروات السوريين من سيطرة دواعش إرهابه، ولا تنطلي علينا بحكم الدراية والتجربة بمكنون الخبث الاميركي محاولات دس السموم في طبخة التمزيق والتجزئة المعدة في مختبرات الشرور الأميركية، فقد طفح الكيل السوري بالترهات الوقحة والإذعان الدولي للمشيئة العدوانية الأميركية.
اتخمنا من مسرحيات الاستغباء الممارس في المحافل الدولية وسئمنا من سيناريوهات التضليل المقيت التي لا تمل الإدارة الأميركية عن اجترارها لإضفاء طابع الشرعية على فعل احتلالي سافرغير مشرعن وخارج سياق القانون الدولي والمواثيق الأممية التي تلزم بنودها باحترام وحدة الدول وتنهى عن العبث بجغرافيتها بمشرط تقطيع أوصالها تحت أي مسميات، إلا أن المجتمع الدولي بعيون أميركية وقراراته بدمغة صهيو أميركية لم يقف مع الحق الذي يدعي أنه يناصره يوماً، بل على العكس صفق للقتلة واتهم ضحايا الإرهاب، وأمعن بالوقوف والتجذر في ضفة الباطل الصهيو أميركي.
ولا ننتظر بعد ثماني سنوات من حرب شرسة استهدفت الدولة السورية وجيشها وشعبها لا لشيء فقط لتمسكهم بثوابت وحدة الأراضي السورية ورفض مخططات التمزيق والتجزئة واعتصامهم بحبل مقاومة الإرهاب ودحرالمحتلين والغزاة، أجل لا ننتظر استفاقة أممية من غيبوبة الضلال والارتهان لقوى الاستعمار العالمي، ولا نأمل من منظمات أممية وفي مقدمتها ما تسمى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تنصف ضحايا الإرهاب الأميركي التركي رغم كثرة الشواهد والبراهين التي تجرّم واشنطن وأنقرة، بعد أن ابتلعت لسان مسؤوليتها وغصت بقول الحق وحابت المجرمين.
ثقة السوريين بالنصر تنبع من صوابية رؤية واستراتيجية دولتهم السياسية والعسكرية التي أثبتت فعاليتها بنسف المشاريع الاستعمارية وقص حبال المؤامرات وتحرير القسم الأكبر من الأراضي السورية، وذخيرتهم صمودهم وبطولات جيشهم الذي اجترح معجزات الإنجاز الميداني من رحم الصعاب واجتاز كل الطرق التي فخخت من أعداء سورية والذي يستكمل مهامه حتى اكتمال عقد التحرير في الشمال والجزيرة.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 29 – 11-2019
رقم العدد : 17134