ما إن بدأ مهرجان التقنين الفلكلوري السنوي للكهرباء يستعيد حضوره في يومياتنا وليالينا حتى بدأ «المتشنجون» الفيسبوكيون بعواصفهم المثيرة تارةً لـ»الضحك» وتارةً لـ»الإعجاب» وتارةً أخرى لـ»الاستغراب» و»الحزن»، وكأنهم اكتشفوا «مالطا» وهم جالسون يقرقعون «الخارطة»، فالتقنين «أيها السادة» قديم ويتجدد ويتمدد..وله مبرراته الجاهزة المقنعة وغير المقنعة، لكنْ لا تنسوا «النعم» التي «يمطرنا» بها دون أن نقدّرها أو نعترف بها..
وللوقوف على حقيقة هذه «النعم» فقد «سوّلت» لي نفسي محاولة سبر أغوار هذه الظاهرة المثيرة للجدل «البيزنطي» ــ الذي لا فائدة منه مطلقاً ــ وتوجهت بالسؤال عن التقنين «فذُهِلت» بالنتائج التي حصلتُ عليها:
ــ باحث اقتصادي: التقنين يوفر الطاقة ويزيد من عمر الأجهزة الكهربائية في منازلنا، ويخفف العجز الكهربائي الناجم عن الاستجرار غير المشروع في محطات الطاقة..!
– باحث اجتماعي: التقنين يزيد من دفء العلاقات الاجتماعية الحقيقية في الأسرة، ويقلّل من العلاقات «الافتراضية» عبر «السوشال ميديا»..!
– باحث تاريخي: التقنين يعمق فهمنا لعصور الجاهلية والظلام، ويعطينا صورة عن إنسان ما قبل الكهرباء، وأحياناً عن إنسان المغاور والكهوف..!
– مستثمر محلي: التقنين يوفّر فرصة ذهبية لأمثالي من مستوردي المولدات والبطاريات واللدات، ويوسّع الشريحة المخملية الديناصورية في المجتمع..!
– مواطن: التقنين يسهم في تخفيف وطأة فواتير الكهرباء ويجعلها أكثر رحمة وأكثر عدلاً ويرفع من قدرات تحمل أعبائها..!
– محلل سياسي: التقنين يحسّن صحة المواطنين ويحافظ على سلامة قلبه كونه ينقذه من التلفزيون ومن برامج التحليل السياسي التي أشارك فيها بصورة مستمرة..!
– وزارة الكهرباء: حاولنا استطلاع رأيها بالتقنين فلم تكترث..وكانت إجابتها موجودة على الفاتورة..»معاً لترشيد الطاقة».
عبد الحليم سعود
التاريخ: الجمعة 29 – 11-2019
رقم العدد : 17134