تراثنا هو ذهبنا ،ماضينا وحاضرنا فيه الكثير من المحطات والشواهد لكثير من المراحل المختلفة والتراث بشكل عام قد يختلف ببعض التفاصيل بين منطقة وأخرى .. وهنا نود الاشارة على سبيل المثال لا الحصر لما يتميز فيه تراث الساحل السوري من غنى وثراء بكل ما فيه من عادات وتقاليد وارث كبير تركه أجدادنا وتوارثه الاحفاد ومن هذه العادات والتقاليد ارادت الثورة تسليط الضوء عليه منها القطع القديمة التراثية فهناك العديد من الاشخاص يقومون باقتناء قطع قديمة توارثوها عن أجدادهم.
اقتناء القطع القديمة التراثية…
تعتبر المقتنيات علامة مميزة لكل شعب وهويته هذا ما ذكره الرجل السبعيني العم توفيق الذي يحتفظ في منزله بعدد من القطع التراثية منها «جرن الحنطة ومعصرة زيتون قديمة ورثها من ابائه واجداده يقول للثورة: احاول الاحتفاظ بكل ما تقع عليه عيني من الادوات القديمة فالاحتفاظ بكل مايرتبط بتراثنا الساحلي القديم من أجل المحافظة على ثقافة الانتماء ،حيث التكنولوجيا الحديثة تمحي هذا التراث لذلك أحاول جاهدا اقتناء العديد منها لأورثها بدوري لأبنائي وأحفادي ليظل هذا التراث حاضرا.
بدورها سميرة حيدر زوجة العم توفيق تؤكد انها من الناس التي تحب اقتناء القطع التراثية القديمة لأنها تعني لها الكثير فهي تذكرها بأيام زمان حيث كان التباهي بعدد القطع التي كنا نقتنيها ونعتني بها كثيرا مشيرة أنها تحاول الحفاظ عليها من أجل أبنائها .
أما السيدة (ام طالب) التي قاربت التسعين من عمرها تستعيد ذاكرتها لتعرفنا على العادات والتقاليد التي اختفت اليوم وتقول كانت ملابسنا مختلفة كثيرا عن هذه الايام كنا نرتدي المناديل المصنوعة من الحرير «دودة القز» والتي كنا ننسجها بأيدينا ،بالإضافة الى الفستان الطويل ،حيث يعتبر اللباس الشعبي قي الساحل السوري من التراث القديم التي ورثناها من الحضارات القديمة المختلفة تبعا للمناطق تاريخيا .
اما بالنسبة للزينة فقديما لم تكن المرأة تستعمل اي نوع من الزينة سوى «الكحل العربي» ،حيث كان يرافقها منذ لحظة الولادة سواء أكان بنتا او ولدا فمجرد ان يلد الطفل يتم تكحيله وتتابع ام طالب مازال الكثير من الناس في الريف الساحلي يتبعون هذه العادة اعتقادا منهم بأن الكحل يمكن ان يؤثر على لون العينين فيزيدها بهاء لتغدو سوداء فاحمة وقد كانت كل امرأة تحضر الكحل بنفسها وتضعه في مكحلة وكانت مقولة قديمة نرددها (ان العين تطالب بوقية كحل كل سنة )
ومن العادات التي مازالت تستخدم الى يومنا هذا تتابع حديثها عادة «صب الرصاص» وتسمى في الساحل السوري «النضرة» الحسد او الاصابة بالعين وجاءت العادة بتذويب الرصاص حين يكون الطفل بوعكة لا يعرف سببها وتختلف التقاليد حيال هذا الامر من مكان لآخر .
أما عن النظام الغذائي قديما تقول السيدة السبعينية ام محمد كنا نساعد في الاعمال الزراعية فنأتي بالبرغل بعد سلقه وتنشيفه ونقوم بجرشه على الة الرحى القديمة وهي عبارة عن الة بدائية مكونة من الحجر الخشن الثقيل تستعمل لجرش الحبوب وطحنها او نجرش الحنطة بجرن الحنطة.
بالختام يجب التأكيد على صلة الانسان بجذوره الحضارية وارثه القديم وللحفاظ على هذه الهوية يجب ان نعزز حضوره في الوعي المجتمعي وان نولي اهتمامنا لهذا الارث ليبقى خالدا للأجيال القادمة .
نيفين أحمد
التاريخ: الثلاثاء 3-12-2019
الرقم: 17137