صدم زبون من غلاء الأسعار أثناء ذهابه للتسوق لعيد رأس السنة في العام 2010 حين لمس ارتفاعاً في بعض أسعار المواد الذي نوى أن ترافقه للبيت ودخل في غيبوبة بعد مشاجرة عنيفة مع بائع جشع تلقى خلالها بعد الصدمة السعرية لكمة يدوية استلزمت نقله لمشفى قريب للسوق وبقي تحت العناية المركزة حتى العام 2019.
بعد عناية السماء وعناية من حوله من أهل وخلان أوفياء على الرغم من قلتهم في زماننا هذا وبسبب بنيته القوية وإصراره على الحياة عاد الزبون السالف الذكر إلى الوعي وتعافي بشكل أذهل جميع الأطباء.. ونقل إلى البيت للنقاهة والاستشفاء.
كان يسأل كل يوم عن أحوال البلاد والعباد الاقتصادية.. وخوفاً عليه من (النكسة) يقول له الجميع من حوله الأمور تمام فقط عليك الاهتمام بصحتك.
وفي كل يوم كان يقرر فيه هذا المواطن الذهاب إلى السوق للنزهة والتسوق يمنعه أولاده وزوجته ويقولون له.. يارجل (ريح حالك) ما حاجتك لوجع الرأس وضجة السوق وصياح البائعين وزعيق السيارات وزحمة الطرق وصخب المفاصلين.. وأنت مازلت في نقاهة من مرض طويل.
أصر الرجل على النزول للسوق وهناك التقى ببائع (شنكليش) وأجبان فتحمس وقال له (حطلنا) بـ (100) ليرة جبنة بيضاء وبـ 100 شنكليش .. فناوله البائع قطعة جبن صغيرة فتذوقها وأتبعها البائع بنصف قرص شنكليش صغير جداً فتذوقه أيضاً.. وقال للبائع.. الصنفان رائعا المذاق (ظراف وطيبين) … (حطلنا رح نقوي قلبنا).
ضحك البائع منه مستغرباً وقال له أكيد (عم تمزح) (هيك بيطلعلك) هالقطعة البيضاء وهـالنصف قرص المزعتر… و(كارمتك شوي) على فكرة … ونظر البائع في وجهه بشكل صدمه أكثر من صدمته السابقة وقال له الكيلو من الصنفين بالآلاف يامحترم… فقرر الرجل العودة إلى غيبوبته مجدداً..!!!
منهل ابراهيم
التاريخ: الأحد 15-12-2019
الرقم: 17146