تشكيل…معرض «شفق» بثقافي كفر سوسة..العفويـــة والتحوير وتفهم أسرار التقنيات..

 

 

يثير معرض الشابات والشبان، الذي نظمته الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي، في المركز الثقافي العربي بكفر سوسة، تحت عنوان «شفق» عدة قضايا تدرج في مجملها ضمن إطار اكتشاف الطاقات الشابة، ودفعها خطوات إلى الأمام، إذ من الضروري أن تكرس الصالات معارض لتظاهرات الشباب، وتمنح جوائز تشجيعية، لمن يظهر مقدرة في تشريح مشاهد الواقع, ويؤكد مظاهر التفوق, في امتلاك تقنية اللون وتفهم أسرار الحداثة التشكيلية, في سياق البحث عن الجديد الإبداعي والابتكاري.
ظاهرة صحية
وظاهرة تزايد أعداد الراغبين بانتاج اللوحة وعرضها، تبدو صحية, لأن اهتمام الشباب بالفنون وتذوقهم له، أفضل من أن تتكون عندهم اهتمامات سلبية, قد تكون ضارة بهم وبالمجتمع, وفي كل الدول الراقية نجد ظاهرة كثرة المعارض والصالات، وتزايد أعداد الراغبين بإنتاج اللوحة وعرضها يوماً بعد آخر. وهنا تكمن أهمية التظاهرة التشكيلية, كونها تفسح المجال لاكتشاف مواهب فنية جديدة بعد سنوات من التجارب المتواصلة.
احتوى المعرض على أعمال حديثة في الرسم والنحت والتصوير الضوئي, ويجب أن يكون هدف الشباب الأساسي البحث عن أساليب فنية خاصة، بكل تجربة على حدة، في خطوات تجاوز مرحلة الرسم الأكاديمي والواقعي. والمشاركون والمشاركات في المعرض هم: فايزة الحلبي، آلاء الحموي, امل جدوع, أمينة شمس الدين, أنس عز الدين, آني مسروبيان, اويس شاهين, آيات الزعبي, آية كوارة, ايمن مصطفى, بشرى الحموي, بلال الحلبي, تغريد حمادة, حنان ابراهيم, خولة الشلق, دعاء البسطاطي, راما فليون, رنا الحوري, رنيم الجيش, رنيم الساعاتي, رهف سمارة, رؤى مسبحة, ريم قبطان, ساندي عثمان, سهى عيد, سلام الأحمد, سمر عاشور, سناء عبد المجيد, سولير ابو ظاهر, شادية التيناوي, شادي موسى, شاهين شاهين, صفا علاف, صفاء عبد المجيد, عبد الهادي رميض, علا المش, عمار هاشم, غدير ابراهيم, فاطمة الخليل, فاطمة زيدان, لوران عثمان, لؤي النوري, مروان العجان, مروة جاهل, نوار توتنجي, نور اﻻمام, نور الهدى سليمان, هناي كببي, وسام الصبح, وسام فاضل, يامن عثمان.
وحين يتم الاهتمام بعرض لوحات لأسماء جديدة, فهذا يعني المزيد من الرعاية للمواهب الشابة, على أساس ان الجيل الجديد هو الذي سيحدد مستقبل فنوننا التشكيلية، والعمل المشترك يفتح باب الجدل والسجال ويؤدي إلى تبادل الخبرات والمواقف والأفكار والآراء.
تجاوز الأنماط التقليدية
وعلى الصعيد التشكيلي يطرح المعرض هواجس التمرد على الفنون التقليدية, ويؤكد مسألة انفتاح التجارب الشابة على الحرية في التشكيل والتلوين والتعبير باستخدام الوسائل التقنية العصرية, انها أعمال تثير الأسئلة, لأن التشكيل البصري المطروح هنا يدخلنا في جوهر الحالة الرمزية للون التعبيري والرمزي المرتبط بإيقاعية التشكيل العفوي والتلقائي, والجمالية التي نجد تجلياتها في هذا المعرض تتركز حول مدى تفاعل الفنون التعبيرية في حداثتها مع تأملات التراث الشرقي في خطوات انفتاحها على عوالم الرسم والحركة والمساحة. والمعرض متنوع في مواضيعه وتقنياته وأساليبه، ويطرح في سياق التجارب الشابة مواصفات تعبيرية متفاعلة مع بعض الأساليب والوسائل القادمة من تأملات الفنون، المحلية والعربية والعالمية.
واللافت ان معظم المشاركين والمشاركات يركزون لإضفاء المزيد من العفوية، والتحوير في سياق البحث عن خصوصات أسلوبية صادقة، وإيجاد القوة الإيحائية في عناصرها التشكيلية العفوية المتفاعلة في أحيان كثيرة مع أشكال الواقع من عناصر طبيعية وإنسانية وحيوانية ونباتية، مرورا ببروز مظاهر الأجواء الطفولية، بحركاتها المتنوعة.
تنوع التقنيات
ومعظم الشابات والشبان (بعضهم قادم من كليات ومعاهد ومراكز الفنون، وبعضهم الآخر يتابع دراسته في الجامعة أو المعهد أوالمدرسة باختصاصات مختلفة..) وهم يقدمون في هذا المعرض، بعض الحلول التقنية المستمدة من تطور لمساتهم العفوية, حيث نجد تنويعات من انتقال اللوحه الأكاديمية، التي سبق وقدمها البعض، إلى الأجواء التعبيرية والرمزية والخيالية، مروراً بالانطباعية، المقروءة في غنائية الأنوار المتراقصة في الطبيعة، والمتنقلة أيضاً على بعض الوجوه والأجساد والعناصرالأخرى.
كل ذلك يفتح مساحات اللوحة على احتمالات تعبيرية مستمدة من التراث العربي والزخرفي, مع إضفاء اللمسات اللونية العفوية على المشهد المطروح أمام عين المشاهد، والتركيزعلى الألوان العفوية والتلقائية،بضربات متتابعة ومتجاورة ومشحونة بالأحاسيس وبالمشاعر الداخلية، وضمن صياغة فنية لها علاقة بالحرية التلوينية وبالإشراق الضوئي المحلي. ورغم تفاوت المستويات الفنية والتقنية في هذا المعرض، وهذا أمر طبيعي في كل معرض جماعي، فإن لوحات المشاركين تبرز كقصائد حب لأجواء التراث والماضي، فالإيقاع اللوني هنا في مستوياته المختلفة يوحد قصيدة العشق البصري, ويظهر الهواجس المشتركة التي تعني الانتماء إلى أرض مميزة بتاريخها وبتراثها وبعطائها الخاص والمميز. والبقاء في خطوات مزاولة الرسم والتلوين في إطار ألوان وأضواء وأنوار الواقع, يظهر الوهج اللوني القادم من ذاكرة العين ومخزونها البصري الشرقي والعربي تحديداً, وهذه العناصر اللونية الشرقية والإشارات التراثية وجدناها في أعمال أكثرية العارضين، مع التركيز على إظهار تحولات بعض التجارب على الصعيد التقني، من اللوحة الورقية والقلمية إلى طريقة الرسم الزيتي على سطوح اللوحة القماشية.
أديب مخزوم
facebook.com adib.makhzoum

التاريخ: الثلاثاء 17 – 12-2019
رقم العدد : 17148

 

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية