رقص… «تواصـل».. الرقـص التعبيـري لون إبداعي مميز

التواصل الاجتماعي هو من يمنح الانسان آفاقا تتكئ عليها المحبة والألفة والمودة وكل القيم الانسانية القادرة على التحليق بالإنسان الى عوالمه الأجمل، إذا ما قورنت بحالة العزلة، فالتواصل حالة إنسانية تتطلبها الضرورة الحياتية للطبيعة البشرية, خصوصا أننا في عصر جفاء تلك العلاقات بامتياز لأسباب كثيرة، لاتقف عند انشغال الناس بتأمين متطلبات الحياة والسعي المسعور إلى ملاحقة المتغيرات المتسارعة، حيث اجتمعت ظروف كثيرة لاعتمادها مسائل ملحة.. ضمن هذا المنظور إضافة الى مفاهيم أخرى ارتبطت بالعلاقات الإنسانية، شكلها، آفاقها، آلياتها ونزاهة عوالمها, كي تكون الأفضل.. تعمق فيه العرض المسرحي الراقص (تواصل) آخذا بالمتلقي إلى مفاهيم يفترض بها بديهية, لولا عالمنا الحالي الذي بات يحتفي بكل المتغيرات والتطورات، عدا ما يخص داخل الانسان وفطرته الانسانية الاولى ككائن اجتماعي بامتياز، حيث اختصر مقولته بأسلوب فني له أدواته وخصوصيته الإبداعية بكونه اعتمد على الكثير من التقنيات الفنية المختلفة…
أدت العرض فرقة (ميرال) للمسرح الراقص على صالة مسرح الحمراء بدمشق، وهو من إخراج الفنان جمال تركماني، وقد عمل على ضرورة التواصل بين الناس, ووجه إلى هذه الفكرة تحديدا بمفرداته المتعددة ومجرياته كافة، وقد اعتمد على الأداء المسرحي والحركات الراقصة والحوار للوصول الى هدفه, وبلورة مقولته بالدعوة الملحة الى ضرورة التواصل بين البشر، فهي الوسيلة الأنجع لكل جانب في الحياة، وما كان التمسك بطرح هذه الفكرة لولا النتيجة السلبية للعلاقات المتباعدة بين الناس تحت عنوانين مختلفة، أولها انجرار الناس لعلاقات اجتماعية يسودها البعد والجفاء وعدم الاعتراف بالأخر، أو فسح المجال أمامه للتواصل والتعامل بطريقة مثلى، أو التسامح معه.
وقد عمل العرض بأسلوبه الفني المتميز على ايصال معان على درجة كبيرة من الأهمية وفق أسلوب، تمكن بحركات ايقاعية راقصة، أن ينطق بالعديد من المفاهيم، وقد أسس فضاءاته علي تقنيات فنية متنوعة، برز من خلالها على أنه يمكن للإبداع أن يقدم فكرته بأساليب مختلقة تعمق من جمالية الفكرة والإحساس بها بحضور آليات أدائية جديدة دون أن ننسى مساهمة العناصر الفنية الاخرى، التي ساعدت بوصول معان مختلقة, خصوصا انه بات للرقص التعبيري حضوره المتميز عند الجمهور السوري, ليمكنه التعبير عن أصعب المضامين بآليات فنية، لها مؤشراتها بمفردها، كما هو بتكاملها مع العناصر الأخرى, متكاملة مع بعضها البعض وفق أسلوب راسخ، أصبح التفاعل معه في الفترة الاخيرة حالة مألوفة من قبل الجمهور.. خصوصا أنه توفرت توليفة بصرية, تجلى ابداعها بالحركة الموحية والموسيقى، فتم الخلق لحالة قادرة على النطق بكثير من الافكار التي تدعو الى التواصل والالفة الانسانية.
آنا عزيز الخضر

التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك