ثورة اون لاين: في حمى الحديث عن استخدام الأسلحة الكيماوية ترتفع النبرة الامريكية مهددة بتغيير قواعد اللعبة في حال تجاوز ما تطلق عليه الإدارة الامريكية الخطوط الحمر وباعتقادنا ان الخطوط الحمر بالنسبة للأمريكيين والغرب عموما هو امن وسلامة الكيان الصهيوني وليس حياة السوريين وآمنهم واستقرارهم وسلامتهم فلو كان الأمر يتعلق بسلامة وآمن وحياة السوريين لكانت الإدارة الامريكية ومن يتحالف معها في المنطقة قد لعبوا دورا إيجابيا في الازمة السورية و ذلك من خلال الدفع باتجاه الحل السياسي وذلك بالتأثير الفعلي على الاطراف المنخرطة بالعمل العسكري والعنفي ومن يمولها ويرعاها ويدعهما لوجستيا وإعلاميا وأمريكا قادرة فعلا على ذلك لانها المايسترو الفعلي الذي يحرك ويتحكم بالطرف الاخر بل ويقوده .
ان متابعة فاحصة ومتأنية لجملة المواقف الامريكية من الازمة السورية تعطي الانطباع بان الإدارة الامريكية لم تحسم حقيقة خياراتها باتجاه الحل السياسي للازمة فهي لا زالت تراهن على مقولة ما سمي اسقاط النظام عسكريا او بوسائل الضغط والتهديد والاستنزاف العسكري والاقتصادي والمجتمعي وربما كانت ولا زالت تعمل من تحت الطاولة بالتنسيق مع اطراف اقليمية البعض منها يعلن مواقفه صراحة والبعض الآخر بين مشارك صامت او شامت ولعل علو النبرة عن استخدام أسلحة كيماوية وتجاوز الخطوط الحمر وما يجري من حديث عن تسليح المعارضة بأسلحة نوعية يصب في هذا الاتجاه التصعيدي .
والحال وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار ان من يغير قواعد اللعبة وقواعد الاشتباك ايضا في مسارات الازمة السورية هو القيادة السورية لا الامريكي ولا غيره فقواعد اللعبة لا تغيرها ازعومة استخدام السلاح الكيماوي وانما مسرح العمليات وجغرافيا الاشتباك وحدوده وأطرافه وهو ما زالت القيادة السورية محافظة على درجة عالية من ضبط النفس بمواجهته واكتفت بإعطاء رسائل سياسية وإعلامية فيه حتى وقت قريب، وعلى من يقرأ في استراتيجيا تغيير قواعد اللعبة وقواعد الاشتباك ان يعود الى بعض ما تضمنه حديث الرئيس الاسد لقناة الإخبارية السورية ففيه من الرسائل الواضحة ما يكفي لكل اطراف الحرب على سورية سواء كانوا منخرطين فيها بشكل مباشر او جعلوا من أراضيهم مسرح عمليات وغرف عمليات سرية للحرب على سورية.
د. خلف المفتاح