الشهداء… شهود الحق وجسور للمجد الآتي…عيد الشهداء.. عيد المجد والخلود…الشعب المؤمن بالشهادة.. شعب منتصر لا محالة…

ثورة أون لاين: السادس من ايار يوم يختصر تاريخ شعب وحكاية امة عانت عبر تاريخها الطويل من غزوات لا تعد ولا تحصى واستعمار رافقه انتفاضات ونضال شعب لم يقبل يوما ان يهادن محتلا او مستعمراً وقرر دحر الاستعمار معلنا ان شعبه وارضه كان وسيبقى قلعة الاحرار ومنبت الابطال وصانع الانتصارات وقادر على تقديم التضحيات وقوافل الشهداء,

شعاره الشهادة او النصر والشهادة طريق النصر وبوابة دخوله الواسعة فالشعب الذي تعتز امهاته واخواته الباسلات باستشهاد ابنائهن الابطال, منتصر لا محالة, والشعب الذي يدعو ان تكون الشهادة من نصيبه لا يخشى التدخل العسكري الخارجي ولا الحصار الاقتصادي, فمن يملك الايمان والعقيدة ويناضل في سبيل عزة الوطن و كرامته مهيأ نفسه للشهادة غير ابه ان تخرج يد خائنة من اكمام بعض من باعوا انفسهم في سوق النخاسة ليشتروا مرتزقة على اشكالهم تستهدف خيرة ابنائه البررة المخلصين لا تهمه مغريات الدنيا لأنه يخزن في الحياة الابدية .‏

هذا الشعب هو شعب سورية الابية الذي يعشق رجاله ونساؤه الشهادة ويهتفون لها, فمن يقاتل لعقيدة وهدف ويدافع عن وطنه الغالي لا ترعبهم شهادتهم او شهادة احد اقربائهم لانهم سعوا اليها باختيار منهم ووصلوا اليها بنضالهم وبتصديهم للإرهاب و التكفير ليسلموا ارواحهم لباريهم فيلاقونه سعداء مرفوعي الرأس فينقذونا من قيود واغلال استعمار حاقد ضحينا بالكثير لدحره ويحاول اليوم تحقيق حلم اعادة سلطناته البائدة عبر ارهابه وادواته ومرتزقته القتلة التكفيريين. فهل يستطيع العدو الغاشم ان يسلب مكارم شهدائنا الابطال؟ وهل بالشهادة حزن ودموع واسى؟‏

افعال لا تنسى ولو مر قرن‏

يقول الباحث الاكاديمي جورج نصر: اعتمدت سياسة السلطنة العثمانية القتل والاعدام بحق المناضلين العرب الا ان عملية القتل الوحشي اتخذت منحى اكثر حدة وشراسة مع تسلم جمال باشا السفاح السلطة حيث باشر على الفور سياسة الاعدام لعدد من رجالات الحركة الوطنية والقومية امثال الخوري يوسف الحويك ونخلة المطران والشقيقان انطوان وتوفيق زريق ويوسف سعيد بيضون وعبدالله الظاهر والشقيقان فيليب وفريد الخازن ويوسف الهاني وغيرهم الكثير من رجالات الثقافة والعلم ممن عمل السفاح العثماني على اعدامهم في تواريخ واماكن مختلفة, وفي الخامس من ايار عام 1916 كانت الصاعقة التي الهبت الصدور حيث غادر عاليه قطار وعلى متنه كوكبة من المثقفين والمناضلين التقى بمدينة رياق بقطار يحمل عائلاتهم الى المنفى في الاناضول فكان مشهد اللقاء مؤلما خلدته الذاكرة وصفحات التاريخ, وما ان وصل قطار الشهداء الى دمشق حتى منعت الحراسة المشددة الناس من رؤية الشهداء ليصار في الساعة الثالثة من فجر السادس من ايار الى انارة ساحة المرجة فيما وقف السفاح جمال باشا على شرفة احد المنازل ليشاهد عملية الاعدام حيث اعدم سبعة هم شفيق بن احمد المؤيد العظم من دمشق وعبد الوهاب بن احمد الانكليزي من ريف دمشق الملقب بالمليحي والامير عمر الجزائري مواليد دمشق و شكري بن علي العسلي مواليد دمشق رفيق رزق سلوم مواليد حمص والشيخ عبد الحميد الزهراوي من حمص ورشدي بن احمد الشمعة من دمشق وفي بيروت اصدر السفاح اوامره بتنفيذ حكم الاعدام في ساحة البرج التي تعرف اليوم باسم ساحة الشهداء وهم : بترو باولي بيروت وجرجي موسى الحداد من بيروت ومقيم في دمشق سعيد فاضل بشارة عقل مواليد الدامور وعمر مصطفى حمد من مواليد لبنان مصري الجنسية وعبد الغني العريسي مواليد بيروت والامير عارف الشهابي مواليد حاصبيا واحمد طيارة مواليد بيروت وتوفيق احمد البساط مواليد صيدا لبنان وسيف الدين الخطيب وعلي النشاشيبي والعقيد سليم بن محمد سعيد الجزائري والعقيد امين الحافظ ومحمد جلال البخاري مواليد دمشق ومحمد الشطي من يافا.‏

استعمار الامس كإرهاب اليوم‏

ويصف الباحث الامر فيقول ما اشبه الامس باليوم وما اشبه المستعمر حتى لو تعددت اوجهه واشكاله وتسمياته فبمجرد التدقيق بتفاصيل الشهداء ومجريات محاكماتهم والتهم الموجهة اليهم نرى انهم من المثقفين ورجال العلم والاعلاميين الذين حاولوا كشف حقيقة الاستعمار ونواياه فكان الموت والاعدام مصيرهم واليوم نجد الحال ذاته حيث استهداف الادمغة والعلماء واستهداف الاعلام وضرب منشآته وحجب محطاته في محاولة لطمس الحقيقة وتدمير الوطن وضرب مراكز قوته وتفكيره ففي حال الشهيد رفيق سلوم الذي اعدم لجريمة كتابة الشعر بعمر قارب 25 عاما يكون الحال قريبا من حال الشاعر القطري الذي ذاق الامرين من دعاة الحرية والديمقراطية لالقائه قصيدة شعرية وفي حال الامير عمر الجزائري نجد القسوة واستفحال الارهاب عندما صادر جمال باشا السفاح الامير علي الجزائري شقيق عمر واوقفه مع ولده حتى يتم تنفيذ حكم الاعدام ثم مصادرة قصره في دمر واليوم نجد الارهاب ذاته حيث القتل والتقطيع للاباء امام الابناء وللأولاد امام اهلهم وذويهم ثم سرقة بيوتهم واملاكهم.‏

وبحالة الشيخ عبد الحميد الزهراوي يتجلى حب الاجرام وحب القتل حيث قطع حبل المشنقة و سقط الامير على الارض فأعيد رفعه من جديد ليصار الى شده من رجليه شدا قويا حتى قضي نحبه حاله في ذلك حال العقيد امين الحافظ الذي تعذب كثيرا قبل استشهاده بعد ان ركل الجلاد الكرسي ولم يكن الحبل اخذ وضعه حول عنقه تماما كل ذلك اضافة الى عامل التنكيل والتعذيب التي عايشها الشهداء في السجون قبل اعدامهم والتي واجهوها بإصرار وتحد في سبيل كرامة الوطن حيث قال محمد نجا عجم في خضم التعذيب: روحي فداء لعروبة بلادي واستقلالها, فيما كانت اخر كلمات صالح اسعد حيدر: نموت ولتكن جماجمنا اساس الاستقلال العربي, اما محمد المحمصاني فكان جوابه على مرسال اهله: قولوا لهم بالا تقلقهم الحوادث ولا تضعفهم الكوارث فالإنسان يعرف وقت المصائب, فيما صرخ العقيد سليم الجزائري بوجه الجلاد: قل لجمال ان روحي ستبقى حية.‏

أحلام سلطنات بائدة‏

كل ذلك حصل على ايادي السلطنة العثمانية التي حاولت عن طريق وزير ماليتها جاويد بك بيع الاراضي العربية بفلسطين لليهود والتي عارضها شكر العسلي واسقطها في البرلمان لما كان يتمتع به من حصانة, اوليس الحال نفسه في يومنا هذا حيث سرقت معامل حلب واقماح واموال الشعب تحت رعاية اردوغان وحكومته الحالمة بإعادة ايام السلطنة السوداء تساعدها في ذلك اياد خائنة ظهرت من اكمام عباءة تنبعث منها رائحة النفط والغاز لتتنازل, وبدون ثمن هذه المرة, عن اراض عربية فلسطينية لا عداء الامة و الانسانية .‏

اذا بالتدقيق والمقارنة يثبت وجود الحلم العثماني بتدمير الوطن واعادته قرونا للوراء, اما دور الغرب الداعم للصهيونية ومشاريعها وكرهها فموجود ايضا ويلعب الدور ذاته في محاولة ليكرر التاريخ نفسه عبر اثارة الفتن وتمزيق النسيج السوري الذي اثبت متانة خيوطه و روعة حياكته, فاستشهد المسيحي وهويذود عن مقام السيدة سكينة والجامع الاموي واستشهد المسلم وهويذود عن كنيسة ام الزنار ودير مار الياس وصيدنايا .‏

الأسلوب واحد‏

اساليب الارهاب لا تتغير والشواهد كثر فتاريخ الكنيسة حافل بأخبار الشهداء الذين لم يهابوا الموت بل فضلوه على الاشراك بالله والوطن, فعلى مر العصور اختلفت طرق موت المسيحيين فمنهم من قتله اليهود ومنهم ذهب ضحية اباطرة رومية ومنهم من ارتكبت بحقهم المجازر, الا ان جميع الشهداء اتصفوا بالشجاعة والصبر على العذاب الذي طالهم يوم وقفوا في وجه الامبراطور «المؤله» نفسه وهاهم يموتون اليوم لانهم نرفض الخنوع لدول التآمر ومشاريعها, وتستمر الشواهد ففي رواية استشهاد القديس بوليكا ربوس اسقف ازمير وقائع تثبت رفض قاتليه تسليم جسده ليصار الى دفنه حسب التقاليد والمعتقدات, فأحرقوه وبعثروا بقاياه فقام محبوه بجمع عظامه التي كانت بالنسبة اليهم اغلى من الذهب والفضة, كذلك كان حال اسقف هيراكليس حين جمع المؤمنون عظامه من النهر, اليس هذا ما يحدث اليوم حيث يرفض الارهابيون تسليم الجثث لأصحابها ؟! وكم من شهيد لم يعثر على جثته بعد؟! وكم من شهيد وجد جثمانه في انهار اوفي المدافن الجماعية او مقطع الى اجزاء واجزاء.‏

الشهداء يخطون صفحات النصر‏

شعبنا بكل مكوناته مستعد كما الامس لتقديم التضحيات وقوافل الشهداء عنوان النصر التي فالشهيد يؤكد حقيقة الكرازة المسيحية حسب قول اقليمس الذي ذهب لتكريم الشهداء لأكثر من ذلك اذ يقول: ان الله يعرف شهيده من قبل ولادته, لذلك صارت تضاف على كلمة الشهيد القاب كالمبارك والقوي وغيرها, فما من شرف للكنيسة اكبر من ان تقدم شهيدا للسماء ولطالما اقام المسيحيون منذ العهود الاولى تقاربا ما بين معمودية الماء ومعمودية الدم التي تعطي من ينالها قوة ازاء كل ضعف فشهداء الحق, كشهدائنا اليوم, هم شهداء الله وهم الشهود على حياتنا وافعالنا وشفعاء لنا في تحقق النصر الذي تخط حروفه وسطوره دماء شهدائنا البررة, وكما التاريخ يعيد نفسه والاستعمار يحلم بإعادة سطوته وبطشه على البلاد والعباد, مستمر بإرهابه ونشر الفتنة والتكفير بين ابناء الوطن الواحد, نجد الشعب , شعب سورية الابي, يعيد صياغة امجاده فكما لم يكن للجريمة الوحشية التي علقت نخبة البلاد ومثقفيها في السادس من ايار ان تمر دون ان تثير عاصفة من المشاعر الملتهبة في صدور ابناء الوطن الذين انتفضوا في كل مكان مزمجرين للحرية الحقيقية والاستقلال والسيادة غير مكترثين بالتضحيات على امل حياة جديدة كريمة ابية, ينتفض الشعب اليوم في وجه الارهاب والاستعمار بوجهه الجديد وقناعه المنمق ليقف بجانب الجيش وبواسله الميامين,‏

شعب يربي الشهداء‏

والد الشهيد رئيف منصور قال: حلموا انهم قادرون على تفتيت سورية وفق مشيئتهم ومخططاتهم فتبين انها تزداد قوة وحضورا, فيما أن المجرمين والمرتزقة الذين تم تجنيدهم لتدمير الوطن يتساقطون تحت اقدام جيشنا وهم يطهرون اي مكان يظهر فيه اولئك القتلة, فان كان حجم المؤامرة كبير اوالمتآمرين كثر فأننا قادرون على تقديم التضحيات وها هم اولادنا الملتزمون بحب الوطن يدعون الله دوما لنيل الشهادة في سبيله ومثل هؤلاء الذين يقّبلون على الشهادة بابتسامة مشرقة هم الغالبون المنتصرون لان الايمان والعقيدة رأس مالهم ولأنهم احتضنوا الشهادة ووضعوها غاية ومنطلقا لهم, اما اولئك الذين يخشون الموت والشهادة فهم المرتزقة الذين لا حق معهم او لهم وهم مهزومو نجبهات القتال مقام الاولياء, فان الحال ذاته لمن يقف خلفهم ويساندهم بنظراته العاشقة للفداء ويحفزهم باستمرار لنيل الشهادة وتنمية حب الوطن واولئك هم مربو الشهداء لا يهمهم فقدان عزيز بقدر ما يهمهم سلامة الوطن والذود عن حياضه, وهذا حال الصالحين الذين كان همهم الدائم تضحية الفرد في سبيل سعادة المجتمع لأننا من الله وكل ما عندنا منه وله ولا نملك لأنفسنا شيئا, بل كانت امانة سارعت نحو ربها بالطهر والعزة فأصبحت حكاية مجد وفخار لشعب يضحي في سبيل الانتصار.‏

الشهيد جار الانبياء والاولياء‏

والدة الشهيد احمد ابراهيم قالت, ما من قطرة احب الى الله من قطرتين: دم في سبيل الله وقطرة دمعة في سواد الليل اما ولدي الشهيد فقد روى بدمه تراب الوطن في معارك الشرف والحق واعلاء راية الله وقد بكيته دمعا كثيرا لشوقي له فانا لم اره منذ وقت طويل, اما استشهاده فعز وفخار وما اغلى من الولد الا الوطن الذي يرخص في سبيله الغالي والنفيس فالابن يعوض, لكن الوطن لا يعوض فلا حياة بدون وطن ولا وطن بدون تضحيات وفداء والشهادة فخر وشرف يطمح لنيله كل سوري غيور على وطنه ووحدة شعبه واراضيه وتراب سورية اليوم هو تربة الشهداء الطاهرة التي ستبقى الى يوم القيامة مزار اللعاشقين المتيمين بحب الوطن والولاء لمقدساته ومبادئه وثوابته ومعتقداته, فهنيئا للشهداء لذة الانس ومجاورة الانبياء العظام والاولياء الكرام.‏

ابناء الشهداء شهود صدق‏

ابن الشهيد سلامة سمعان يقول: رصاصة الغدر غيبت جسد والدنا لكن الشهادة في سبيل الله والوطن خلدته ورفعت رؤوسنا وان كان والدنا قد رحل عن دنيانا فأننا اليوم.. شهود الصدق وذكريات العزائم الحديدية الراسخة لأبطال سجلوا بدمائهم وارواحهم اصدق واسمى مراتب الانقياد للمقام الاقدس وجسدوا في ميادين النضال ضد اعداء الله والوطن حقيقة انتصار الدم على السيف وانتصار ارادة الانسان على وساوس الشيطان فلم يبيعوا ارواحهم بثمن بخس ولم تلههم زخارف الدنيا, فاختارهم الله واعطاهم عطاء لا حدود له وهذا منتهى الامل وغاية العمل, وان كانت دماء شهدائنا الابرار قد شقت طريق خلاص الوطن فعلينا تعبيده والحفاظ عليه وقد انارته ارواحهم لانهم باقون في نفوسنا, خالدون على قوائم المجد والعزة, احياء عند ربهم يرزقون.‏

خمس كرامات للشهيد‏

بدورها ترى اخصائية علم النفس ناريمان غانم بان شعبنا لا يهاب الموت بل يعشق الشهادة اذ تقول: قال رسول الله « ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرّها ان ترجع الى الدنيا, وان لها الدنيا وما فيها, الا الشهيد فانه يتمنى ان يرجع , فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة, ويقول: اكرم الله الشهداء بخمس كرامات لم يكرم بها احد من الانبياء.. اولها ان جميع الانبياء قبض ارواحهم ملك الموت, واما الشهداء, فالله هو الذي يقبض ارواحهم بقدرته, كيف يشاء ,ولا يسلط على ارواحهم ملك الموت والثانية ان جميع الانبياء قد غسلوا بعد الموت , والشهداء لا يغسلون, فلا حاجة لهم الى ماء الدنيا.‏

والثالثة ان جميع الانبياء قد كفنوا, والشهداء لا يكفنون, بل يدفنون بثيابهم ورابعها ان الانبياء لما ماتوا سموا امواتا والشهداء لا يسمون موتى, وخامسها ان الانبياء تعطى لهم الشفاعة يوم القيامة, اما الشهداء ,فانهم يشفعون في كل يوم, فيمن يشفعون, فان كانت هذه العزة لشهدائنا وكانت ذكراهم طيبة نستضيء بها في تاريخنا فعلى اسر الشهداء ان تعلم انهم يساهمون في هذا الفخر وان كان القدر الاوفر للشهيد فالقدر الثاني لأسر الشهداء لان عائلة الشهيد في عالمنا هي مثال العز والفخار ما يعني ان سورية برمتها بقراها ومدنها وبلداتها وحاراتها, مدرسة للتضحية وميدان تتنافس فيه العائلات على تقديم الشهداء الذين باتت ذكرى عيدهم هذا العام تخص كل عائلة وبيت, فما سألت اما الا وقالت: ابني فداء للوطن وارض وبحر وسماء الوطن واني على استعداد لتقديم ثاني ابنائي وثالثهم وحتى نهاية الاولاد في سبيل سيادة الامة وعزتها.‏

لا نهاب الموت‏

من هذا المنطق فإن اسر الشهداء اليوم لا يحسبون بانهم فقدوا ابناءهم بل يحسبون بان الشهيد حاضر ينظر اليهم وذلك لعقيدة وايمان ان ابناءهم وأعزاءهم فور خروجهم من الدنيا اصبحوا في زمرة اولياء الله الصالحين فكانوا السباقين في هذا الفضل لذلك نجد ان عوائل الشهداء يثبتون بان الشهادة في مجتمعنا ليست خسارة. وهم اذ يذرفون دموع الحسرة ناظرين للخلف وذكريات حياة شهيدهم الارضية, ينظر الشهيد امامه بنظرات ملؤها الابتسامة معطيا ايانا درس علينا ان لا ننساه ابدا.. هو انه في مواقع الضرورة علينا ان نفدي حياتنا وكل ما هو غال لدينا في سبيل احياء القيم الانسانية النبيلة ومن الملاحظ ان اولاد الشهداء غالبا ما يكونون في ارقى حالات العلاقة المعنوية وبحالات افضل من كل ابناء بيئتهم الاجتماعية نظرا لما يشعر به ابناء الشهيد من فخر واعتزاز فيعكسون بتصرفاتهم نفسية الشهادة وقصتها مع الفداء والتضحية, اضف الى ذلك المكانة الشامخة للشهادة والعناية الفائقة لأبناء واسر الشهداء في مختلف نواحي الحياة التعليمية والخدمية والوظيفية والسكنية والتي عملت الدولة على تعزيزها ودعمها تكريما للشهداء وتقديرا لعطاءاتهم وتضحياتهم.‏

تحقيق: ملحم الحكيم

المصدر: جريدة الثورة

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم