من سورية إلى العراق وليس انتهاء بليبيا، يتكرر السيناريو الأميركي التركي، ويتم تنفيذه بذات الأيدي الإرهابية المأجورة، ويتلون ما بين عدوان سافر، وسرقة ممنهجة وعلنية للنفط، وما بين اتهامات ملفقة وتقارير كاذبة مصدرها منظمات وهيئات مهمتها محصورة بتزييف الحقائق، وصولاً إلى العقوبات الاقتصادية القسرية الجائرة.
وإذا أمعنا النظر في العدوان الأميركي الغاشم على فصائل الحشد الشعبي العراقية وفي هذا التوقيت بالتحديد نجد أنه لم يكن عبثياً على الإطلاق، وإنما جاء في وقت يتقدم فيه الجيش العربي السوري في الشمال ويحرر المنطقة تلو الأخرى، متزامناً مع إصرار فصائل الحشد الشعبي على بتر اليد الإرهابية التي تستبيح دماء العراقيين وممتلكاتهم، دون أن ننسى المناورات البحرية المشتركة لحلفاء سورية في خليج عمان، فحدث أن ثار الأميركي ومعه التركي فوجد نفسه وأجنداته الاستعمارية في مهب الريح، وقاب قوسين أو أدنى من الاندحار، كيف لا وإرهابيوه في الميدان يتهاوون بالمئات أمام ضربات الجيش العربي السوري وفصائل الحشد الشعبي العراقية، كيف لا وسيناريوهاته العدوانية تتهاوى واحدةً تلو الأخرى.
توهم الأميركي أنه بعدوانه هذا قد يجعل من كفة المعطيات تميل لصالحه وإرهابييه ولصالح ذراعه التركي في الشمال وتحديداً في إدلب، وربما أراد الحصول بذلك على نصر وهمي ظاهري من النوع الهوليودي، متناسياً أن المحتل ومهما أرهب وأجرم إلا أنه إلى زوال، فالحق يعلو ومحال أن يُعلى عليه.
ويبقى المثير للسخرية هو ما قاله براين هوك بأن واشنطن سترد ليس فقط في العراق ولكن في أي مكان لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، فعن أي حماية يثرثر الأميركي، وهو من يعتدي على السوريين والعراقيين، ويحتل أراضيهم، وينهب نفطهم ، ويدمر بناهم التحتية، ويجند الإرهابيين ويبرمجهم لقتلهم.
المحتل التركي هو الآخر سرعان ما التقط إشارة سيده الأميركي فهرول مسرعاً إلى نقل 150 من مرتزقته مع عائلاتهم من تركيا إلى مدينة رأس العين لإسكانهم في الأحياء الشمالية، كما نقل غرفاً مسبقة الصنع إلى ريف المدينة بهدف إنشاء معسكر أو مساكن لعائلات مرتزقته، وسارع على الناصية المقابلة إلى شحن دواعشه إلى ليبيا ليرهبوا الليبيين، وإن كان المقابل المنوط بهذه العملية الإرهابية ألفي دولار شهرياً والجنسية التركية لمن يعود حياً.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 1- 1 -2020
رقم العدد : 17159