حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الأسعار تشهدها أسواقنا المحلية هذه الأيام في ظل التذبذب الواضح وغير المفهوم لسعر الصرف، مشاهدات كثيرة تراها في الأسواق تتضمن رحلة بحث شاقة من قبل المواطن عن السلعة الأرخص ثمناً. والبحث عن البدائل ولوعلى حساب الجودة و ترتبط هذه الحالة من خلو أغلب المحال التجارية من السلع وعندما تسأل التجار عن السبب لا يترددون في إشهار الآلة الحاسبة وحساب تكلفة السلعة اليوم وماذا ستكون تكلفتها غداً.
وعلى الرغم من وجود سلع لم يطرأ عليها ارتفاع في أسعارها (موجودة سابقاً) إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة منهم ضاعفوا سعرها وحجتهم التخوف من تقلبات سعر الصرف وشراءها بسعر جديد وهنا حسبوا خسارتهم قبل وقوعها غير أبهين بعدم قدرة المواطن وخاصةً ذوي الدخل المحدود على الشراء، مع العلم أن أغلب المواد منتجة محلياً و لاعلاقة لسعر الصرف في ارتفاع أسعارها، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة لبعض السلع ذات الماركات واحتكارها لرفع أسعارها فيما بعد .
ومن المشاهدات أيضاً إلقاء تجار المفرق اللوم على تجار الجملة وأصحاب المعامل بأنهم السبب في رفع الأسعار دون محاسبة من قبل الجهات الرقابية لهم، كما يشتكي أصحاب المحلات من المشاحنات اليومية مع الزبائن بسبب التبدل الفجائي بالأسعار
بجولة على الأسواق ترى رفوفاً قد خلت من المواد والسلع، ومواطنين يطأطؤون رؤوسهم عندما ينظرون إلى الأسعار، فالغلاء طال كل شيء حيث لم تسلم مادة من ارتفاع في أسعارها، فخلال الشهر المنصرم زادت أسعار المواد الغذائية بنسبة لا تقل عن 30-35%ومنها سعر زيت دوار الشمس، حيث وصل سعر اللتر منه إلى 1100ليرة بعدما كان سعره يتراوح ما بين 700-850ليرة وكيلوالسكريباع مابين 450-500ليرة وعلى الرغم من توافر هذه المادة المهمة في صالات التدخل الايجابي بسعر250ليرة للكغ إلا أن هناك مشقة في الحصول عليها بسبب الازدحام وكمية محددة توزع على هذه الصالات لا تكفي حاجة المواطنين المزدحمين للشراء.
بالعودة إلى أسعار المواد الغذائية في السوق المحلية يباع كيلو السمنة بـ1150ليرة وعلبة دبس البندورة سعة 600غ بـ650ليرة، أما كيلو المعكرونة ب700ليرة والشعيرية بـ650ليرة للكيلو، أما المعلبات وزن 160غ لماركات معروفة فيتراوح سعرها ما بين 650-800ليرة وسعرمادة الطحينية سعة 800غ تباع بـ2000ليرة وكذلك مادة الحلاوة في حين سعركيلوالبرغل الخشن بـ450ليرة وكيلو رزالكبسة بـ1100ليرة أما سعر الرز العادي فتراوحت أسعاره ما بين 600-800ليرة.
بالمقابل ارتفعت أسعار الفروج بنسبة تجاوزت الـ 15% والحجة هذه المرة العرض والطلب حيث وصل سعر كيلو الفروج الحي والمنظف إلى 1300ليرة بعد ماكان سعره يتراوح ما بين 950-1100ليرة أما سعر كيلو الشرحات فتجاوزالـ2100ليرة وسعر كيلو الكستا يباع ما بين 1400-1500ليرة وكيلو الجوانح بـ1000ليرة وكيلوالوردة ب1200ليرة.
كما ارتفعت أسعارقطع الفروج المتبلة بسبب ارتفاع البهارات والزيوت الداخلة في التتبيلة فيباع كيلوالشرحات بـ2400ليرةوكيلوالجناحات المتبلة بـ1200ليرة بينما سعر الفروج الجاهزكالبروستد والمشوي فتراوح سعره ما بين 3500-4200ليرة و سعر صحن البيض عدد30يباع بـ1700ليرة في حين كان سعره 1100ليرة…
مصادرفي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أوضحت أن الآلية التي تقوم بها الوزارة في المرحلة الحالية لضبط الأسعار تقوم على تشديد الرقابة على الأسواق بهدف متابعة ضبط الأسعار ولكافة المواد والسلع وخاصة التي يتم تبديل سعرها بشكلٍ آني ويومي ومنع الغش والتدليس والاحتكار والتلاعب بالأسعار لأي سبب كان يهدف لاستغلال المستهلك وتشديد الرقابة على كافة الفعاليات التجارية لجهة الإعلان عن السعر والتقيد بها وفق الأسعار المحددة للمواد بأنواعها وخاصة المستوردة أو المنتجة محلياً والتي يتم تحديد أسعارها من قبل لجان تحديد الأسعار بناءً على التكاليف المقدمة لحظة دخولها السوق وليس لحظة تواجدها اليومي فيها ومدى تقييد تداول الفواتير بين حلقات الوساطة واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين، وأن هناك آليات ما زالت متبعة منها الرقابة الإيجابية والتعاون بين الوزارة والوزارات الأخرى وتفعيل مبدأ الرقابة الاستقصائية وتفعيل ثقافة الشكوى والعمل بتطبيق (عين المواطن) إضافة إلى تقييم أداء العاملين لدى جهاز حماية المستهلك وعقد لقاءات توجيهية مع الجهاز الرقابي وإعطاءه التوجيهات اللازمة لحسن تنفيذ المهام الموكلة إليه مع العلم أن الوزارة تتعاون مع كافة الجهات ذات الصلة لمتابعة موضوع التلاعب بأي مادة بالأسواق ، وأن الرقابة مستمرة على الأسواق من قبل جهاز حماية المستهلك وبكافة المحافظات حيث يتم حجز البضائع المخالفة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين .
دمشق – وعد ديب
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161