تنويع الاقتصاد المحلي!..

 

 

الاقتصاد بشكل عام يعبر عن الأنماط المختلفة للعمل للسكان من زراعة وصناعة وتجارة إضافة إلى الثروات الباطنية، وبالنظر إلى النشاط الاقتصادي في محافظة الحسكة فإن كل المعطيات تدلل بوضوح أنه يعتمد على القطاع الزراعي بشكل شبه كلي وذلك نظراً لطبيعة الأراضي فيها من حيث المساحات السهلية وخصوبة التربة وملاءمة الطقس والمناخ ووفرة المياه حيث تنتج المحافظة أكثر من نصف إنتاج القطر من المحاصيل الزراعية، وعلى هذه القاعدة فإن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً في سياق قراءة الواقع الصناعي والتجاري من جهة والحياة الاقتصادية عموماً من جهة أخرى هو: هل ثمة ملامح تجارية وصناعية واضحة في محافظة الحسكة..؟ وكثيراً ما يأتي الجواب على هذا السؤال من بعض المتابعين والمهتمين بسؤال آخر هو: هل ثمة ملامح أخرى أكثر وضوحاً كالسياحة والثقافة والخدمات أيضاً؟.
وإذا كنا لا نتفق مع الذين يرون بأن العديد من جوانب الحياة في هذه المحافظة المعطاءة تفتقر لملامح واضحة تعكس خصوصيتها الزراعية والصناعية إلا أننا في نفس الوقت نشعر بحاجة إلى التفسير الموضوعي والدقيق لوجهة نظرهم التي يجب ألا تقلل من شأن الجهود والخطوات التي تحققت على الأقل في النشاط الزراعي وإن كان هذا النشاط يفتقر حتى الآن إلى التنويع المطلوب والذي من المفترض أن يكون القاعدة الأساسية لتنويع وتوسيع النشاط الاقتصادي في العاصمة الزراعية لسورية. ولا يستطيع أي متتبع للنشاط الذي تشهده المحافظة في العديد من المجالات إلا أن يقر بوجود عمل مستمر في الزراعة
ونحن لا نريد أن نذهب بعيداً عن موضوعنا الأساسي وهو غياب الملامح الاقتصادية الواضحة وعدم وجود خطوات حقيقية على طريق تنويع النشاط الاقتصادي لكن الشيء بالشيء يذكر فالحق مع بعض الذين يقولون إن الحسكة بحاجة إلى كثير من الجهد والإمكانات وبحاجة أيضاً لمن يفكر بأساليب عمل وآليات توفر إمكانية رسم الملامح الواضحة التي تعكس خصوصية المحافظة من جهة وتوفر متطلبات تنويع النشاط الاقتصادي بحيث لا يقتصر على الزراعة وحدها فقط وإنما تزهو اللوحة الاقتصادية بكل الألوان ولا سيما المتوفرة في منطقة الجزيرة وخاصة الأبيض (القطن) والأصفر (القمح) والأسود (النفط) وإذا كان حديثنا اليوم يأتي في ظروف صعبة قد لا يتاح الآن عمل أي شيء في هذا الاتجاه إلا أن الظروف الصعبة نفسها تتطلب التفكير على الأقل بملامح واضحة للاقتصاد المحلي في مرحلة إعادة الإعمار.

يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162

آخر الأخبار
بعد الرد الإيراني.. حديث إسرائيلي عن دمار كبير في "تل أبيب" تسعيرة القمح تصدم الفلاحين في حلب .. موسم جاف وخسائر لا تعوض  ArabNews : إدانات عربية وتركية للهجمات الإسرائيلية على إيران إيران تبدأ ردها الانتقامي بمئات الصواريخ على "تل أبيب" مرسوم بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ترامب: إسرائيل استخدمت عتاداً أميركياً وحاولت إنقاذ إيران من الإذلال  من يرد المارد الإسرائيـلي إلى فانوسه الدموي ؟  خبراء وباحثون: الضربات الإسرائيلية على إيران تنذر بتداعيات خطيرة  الكردي لـ"الثورة": الهجوم الإسرائيلي على إيران استكمال لمخطط تغيير وجه المنطقة بعد الهجمات الإسرائيلية.. المفاوضات الأميركية - الإيرانية إلى أين؟ الغريب من أنقرة: حلب تتجه نحو الرقمنة ومطار دولي جديد قيد الدراسة إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم.. وتحذيرات للسفن من المرور في البحر الأحمر و"هرمز"  في أول إحاطة أممية لها.. كينتانا: كشف مصير المفقودين ضرورة وطنية وإنسانية لبناء سوريا جهاز طبقي محوري لمستشفى جاسم الوطني حملات توعوية حول انتشار الأمراض المعدية في ريف درعا تلوث في "نطنز" بعد استهدافها.. وهذه أخطر المنشآت النووية الإيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية..ترامب يمنح إيران فرصة ثانية للتوصل إلى اتفاق خامنئي: إسرائيل "ستواجه عواقب" هجومها على إيران مع تصاعد الحروب والتوترات في العالم... السباق نحو الإنفاق على الأسلحة النووية يتزايد العلم الأحمر فوق مسجد جمكران... رسالة إيرانية بلون الثأر