ثورة اون لاين -باسل معلا:
امتعاضات كثيرة بدأت تظهر للعلن من اتخاذ قرار بدء توزيع المواد الأساسية المدعومة للمواطنين عبر بطاقة الخدمات “الذكية” بداية شهر شباط القادم في صالات المؤسسة السورية للتجارة وبعض مراكز البيع الخاصة …
البعض يرى أن هذا القرار غير مجدي من الناحية العملية ولا يقدم حل للمستهلك المنهك من ارتفاع الاسعار خاصة خلال هذه الفترة التي عاد فيها سعر صرف الدولار للتذبذب والارتفاع مما سينعكس منطقيا على اسعار مختلف المواد في الاسواق ومنها الاساسية ..
اليوم علينا ان نصل لقناعة أن الظروف ليست مثالية فالحرب لم تنتهي بعد كما بدأت اصعب سيناريوهات الضغط والتآمر على سورية عبر تشديد الحصار والعقوبات والمقاطعة في ظل قلة الموارد وكثرة الاحتياجات وعليه يحق للدولة السورية أن تبحث عن حلول وإجراءات لضمان ايصال الدعم لمستحقيه فربما الكثير لا يعرف أن اغلب اصحاب المطاعم في دمشق يعمدون على شراء اللحوم والسمون التي تباع بأسعار مدعومة من صالات السورية للتجارة بكميات كبيرة لتقديمها في مطاعمهم بأسعار سياحية مستفيدين من الدعم المقدم بدون وجه حق ..
كذلك الامر بالنسبة لمحال الحلويات الذين يقومون باستجرار كميات كبيرة من السكر المدعوم عبر صالات ومنافذ البيع التابعة للسورية للتجارة لاستخدامه في محالهم التي تبيع وفق الاسعار الرائجة في الاسواق مع مراعاة كل زيادة تطرأ نتيجة تذبذب سعر الصرف سواء كانت منطقية ام لا ..
منطقيا لم نعد نستطيع تحمل رفاهية عدم وصول الدعم لمستحقيه ولم نعد نتحمل استغلال البعض للدعم المقدم من قبل الدولة لشرائح معينة لتحقيق ارباح ومنافع شخصية وبالتالي فأن توزيع هذه المواد عن طريق البطاقة الذكية قد يكون غير لائق او مريح بالنسبة للكثيرين إلا أن هذا الامر يمكن تحمله مقابل الخسائر التي تتحملها الدولة لضمان وصول الدعم لمستحقيه مع شرط قيام الجهات المعنية بتطبيق الية توزيع تراعي حاجات المستهلكين بيسر وسلاسة ..