ثورة أون لاين:
يعد سرطان الأمعاء من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، وقد تظل الخلايا الخبيثة في الأمعاء أو ربما تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الكبد أو الرئتين.
وتشمل أعراض المرض تغييرا في عادات الأمعاء، ونزيفا في المستقيم أو ألما مستمرا في البطن. ووفقا لبحث جديد، فإنه يمكن لتناول الأسبرين بشكل يومي، أن يجنب الإصابة بسرطان الأمعاء، حيث أظهرت التجارب على الفئران أن هذه المسكنات الشائعة توقف الأورام عن النمو أو معاودة الظهور.
ويأمل العلماء أن تتكرر النتائج ذاتها في البشر، حيث يعملون الآن على تحديد الجرعة الصحيحة التي تتناسب مع البشر، ويعتقدون أن الدواء يحمل مفتاح علاج المرض ومنع تطوره، مشيدين به باعتباره “عقارا رائعا”، على الرغم من تراجع بعض الأطباء عن التوصيات بتناول الأسبرين يوميا وسط مخاوف من احتمال تسببه في حدوث نزيف في الأمعاء.
وقال المؤلف البارز، البروفيسور أغاي غويل، عالم الأورام في مستشفى مدينة الأمل في دوارتي بكاليفورنيا: “ربما يقول البعض إن الأسبرين هو عقار معجزة بسبب قدرته على منع الأمراض التي تنجم عن التهاب مزمن مثل السرطان وألزهايمر والشلل الرعاش والتهاب المفاصل، لكن السبب في عدم استخدام الأسبرين في الوقت الحالي للوقاية من هذه الأمراض هو أن تناول الكثير من الأدوية المضادة للالتهابات يأكل الغشاء المخاطي في المعدة ويسبب مشكلات في الجهاز الهضمي وغيرها”.
وأضاف: “إننا نقترب من اكتشاف الكمية المناسبة من الأسبرين يوميا، اللازمة لعلاج والوقاية من سرطان القولون والمستقيم دون التسبب في آثار جانبية مخيفة”.
واستخدم فريق البروفيسور غويل نماذج الفئران والنمذجة الرياضية لموازنة كمية الأسبرين اليومية في الولايات المتحدة وأوروبا حيث يجرون تجارب سريرية على البشر.
ووجد الفريق أن الجرعات باختلاف كميتها عززت “انتحار” الخلايا السرطانية، وكان عدد الخلايا المنقسمة أقل.
واختبر الفريق ثلاث جرعات يومية متفاوتة من الأسبرين في أربعة خطوط لخلايا سرطان القولون والمستقيم، بما في ذلك الأورام مع طفرات في جين يسمى PIK3CA، الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وسرطان الثدي العدواني.
وعندما تعرضت أورام الأمعاء في مئات الفئران لكميات مختلفة من الأسبرين، تسبب ذلك في “موت الخلايا”. وعلاوة على ذلك، كلما زادت الجرعة، زاد عدد الخلايا التي ماتت، ما يشير إلى “تأثير الدومينو” (تفاعل تسلسلي يحدث عندما يسبب تغيير صغير تغييرا مماثلا بجواره) في جميع خطوط خلايا القولون والمستقيم بغض النظر عن الخلفية الوراثية للمرض.
والأهم من ذلك، كانت الجرعة المنخفضة فعالة بشكل خاص في قمع الأورام في الفئران التي لديها المزيد من جينات PIK3CA.
وتتراوح الجرعة الموصى بها للأسبرين باعتباره مسكنا للألم، بين 275 ملغ إلى 300 ملغ، كل 6 إلى 8 ساعات، ولا يجب تجاوز 3 جرعات منه يوميا.
في حين يعمل الفريق الآن على تحديد الجرعات الصحيحة التي يمكنها تحقيق النتائج ذاتها على البشر، عن طريق التجارب السريرية وتحليل البيانات واستخدام النمذجة الرياضية، ما يفتح الأبواب أمام فرص علاجية جديدة لعدة أشكال من مرض السرطان.
يذكر أن العديد من الدراسات أثبتت أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين تساعد على منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحتى بعض أنواع السرطان.