تصرفوا كما الأمهات

 خذ أخبارها من صغارها،مقولة رددها أجدادنا ، وهي حقيقة صحيحة ، فالطفل لايعرف الكذب ولا المهادنة أو مانسميه الآن سياسة نفاق اجتماعي..يقول ما يعرفه بلا تردد، ولاخجل ، كثيرا ما يتصل أحد ما يسأل الطفل عن أبيه مثلا، فيرد ببراءة قائلا : ابي يقول لك إنه ليس هنا ..وقس على ذلك الكثير .
ما يجري في عوالم الطفولة من أحاديث بريئة وبصوت عال انتقلت إلى الكثيرين منا ،سواء كان الأمر بحسن نية أم غيره، يعلو الصوت والحديث، واليوم لاهمّ للمواطن غير لقمة عيشه وما يكابده من أمور، حديث الشارع عامة , الصغير من الأمور يصبح كبيرا ، كما كرة الثلج يتقاذفها اللاعبون إلى أن تغدو جبلا لايمكن أن يذوب بأيام قليلة .
في غمرة الحديث عن غلاء الأسعار وجنونها،وقلة الضمير عند تجارنا ، تناقلت الصفحات ارقاما مرعبة لبعض السلع ،مساء أحد الايام همس أحدهم قائلا : صحن البيض ب2500ليرة ، صمتنا جميعا ، اخذتنا الدهشة ،هل يعقل ذلك؟
في اليوم التالي توقفت قرب محل لبيع البيض، وكان السعر من 1600إلى 1700 ليرة ،يا إلهي ماذا يجري وكيف ،ولماذا نركب موجة النقل والنسخ واللصق ، ومن نخدم بذلك ؟
ولكن .. أيضا أرجو ألا يفهم مما أقوله إني أدافع عن أي احد ،عن اي تاجر ، لا ،الأمر مزعج جدا ، وليس بالعابر ..وإن حديث الضائقة الاجتماعية والاقتصادية بين كل اثنين يلتقيان ، في الشارع، في السيارة ، في المحل التجاري ، والسؤال الدائم على الألسن : إلى متى، ولماذا يصمت المسؤولون ، لم يتحركوا ، كيف تجد ما تريد بسعر مرتفع جدا ،ولاتجده بالطريقة العادية، وتعرف أنه ممول من حساب الدولة ؟
أسئلة تكبر ،وتترسخ ، والصمت سيد الموقف، لا أدافع عن جهة مسؤولة أبدا، بل عن طيبة الشعب السوري ،وقدرته على التحمل والصبر والعطاء ،عن قدرته على الفداء ،ولكن على الوجه الآخر ثمة ما يؤرقه ، ما يجعله يسأل : لماذا لا تدار مواردنا بشكل عقلاني ،نعرف أن ثمة حصارا فتاكا ..نعرف أننا بمحيط من الأعداء، وربما أقربهم إلينا من يأكل بيننا ،وينقل من خيراتنا إلى بلده ، ولكنه لايتورع عن ذبحنا وهو على موائدنا كسوريين .
هذا كله نعيه ، وببساطة يمكن القول : إن إدارة مواردنا الحالية بشكل ربع جيد كفيل أن يحلها ،من معزوفة الغاز إلى المازوت،إلى الكهرباء ،وغيرها،لا نطلب المستحيل، ولا نريد العسل بشهده ..
ولن نكون أوفياء لوطننا ودماء شهدائنا إن لم نقدر ما ارتقوا من أجله ،نفعل ذلك،ولكن أليس من حقنا أن نقول لمن يديرون مقدرات البلد أن كونوا معنا ،ابحثوا عن حلول خلاقة ،الشعب الذي غيّر العالم وحارب أعتى قوى الشر العالمي لديه الطاقات القادرة على الفعل ،نعم ،نحن أقوى الآن..ونصرنا تجذر،ولكن الكثير من الادارات تنفّر.. تبدد ..تهدر..نريد إدارات قادرة على الفعل الحقيقي ،لا الخطط الوهمية،من لايعمل للحظة لن يكون قادرا على اجتياز اليوم للغد،ثقتنا كبيرة أن وطننا كبير عال،غال،شامخ ،فنبحث عما يحيي الناس،ونحن قادرون..أديروا مواردنا بربع ما تدير به الأمهات بيوتهن وسترون أننا تجاوزنا ما نحن فيه مؤقتا.

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 17-1-2020
الرقم: 17171

آخر الأخبار
النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو