ثلاثة أسابيع من البرد وقلة الوقود من غاز ومازوت في سنتنا الجديدة، جعلتنا نكره الشتاء والمطر وكل العواصف ــ وإن حمل البعض منها أسماء جميلة ــ بينما يعيش تجار الأزمات في بلادنا أزهى وأجمل أيامهم ويتمنون المزيد، ولو كان هناك إنصاف لسميت العواصف بأسماء التجار وليس النساء، فيما الأكثرية الساحقة من ذوي الدخل المحدود تقول في سرها (يا برد قد هيجت أحزاني)، بينما عواصف الطقس لم تكتف بذاتها، بل رافقها عاصفة جنون الأسعار.
المفاجئ أننا بقينا صامدين ( ياجبل ما يهزّك ريح) ومتمثلين المقولة الأزلية (ما بعد الضيق إلا الفرج) فلا تهمنا العواصف ولا ننحني للرياح، ولا سيما أن التعتير رفيقنا من المهد إلى اللحد..!
ونظراً لشح النصائح في مثل هذه الظروف فقد ارتأيت أن أقدم نصائحي:
أخي المواطن:
ــ يرجى تفقد المكابح وماسحات الزجاج، وليس شرطاً أن تمتلك سيارة، أو أن يكون في جيوبك ثمن ليتر واحد من البنزين لتحريكها..؟!
ــ يرجى التزود بالبطانيات والألبسة الشتوية، ولا مانع من شرب مانع تجمد في الأوقات العصيب، كونه أرخص من الزيت النباتي وأكثر مقاومة للصقيع..!
ــ الاعتماد على دفء العلاقات الأسرية والاجتماعية لمقاومة البرد وعدم التفكير بشراء المازوت أو الغاز أو استهلاك الكهرباء لغايات التدفئة، كي تحفظ جيوبك..!
ـ التطنيش عن أحاديث المنجمين والمحللين السياسيين والاقتصاديين والمواظبة على قراءة الأوردة والتراتيل والأدعية التي تدعو إلى الصبر والحكمة..!
ـ الاستفادة من التعاميم التي تعفي من الرشح ونزلات البرد وهز البدن، والاستعانة باللقاحات التي تردع الجوع والحاجة وترفع وتيرة الإحساس بالدفء.
ـ الامتناع عن استخدام الإنترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي، والعاقل من اتعظ بترامب الذي شرشحته (تويتراته) الغبية…!!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأربعاء 22 – 1 – 2020
رقم العدد : 17174