اعتذار وتعويض

 

لم تعتد الولايات المتحدة أن تقدم اعتذاراً عن جريمة اقترفتها، أو أن تدفع تعويضاً لضحايا حرب شنتها خارج اطار الشرعية الدولية بالرغم من سجلها الحافل بجرائم الحرب التي تقتضي بموجب القانون الدولي ليس مجرد اعتذار ودفع تعويضات، بل تستلزم محاكمة دولية لمسؤولي الإدارة وعلى رأسهم الرئيس الأميركي بغض النظر عن اسمه.
بالأمس عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول تحقيقات فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في السابع من نيسان 2018 بطلب من المندوب الروسي بهدف كشف التلاعب الذي مارسته المنظمة في صياغة التقرير النهائي واستبعادها رأي عدد من فريق الخبراء الذي أوفدته إلى مدينة دوما.
لم يكن مستغرباً أن تواصل الدول الغربية في المجلس وعلى رأسها الولايات المتحدة إعادة سرد الرواية التي ثبت زيفها وانكشف التلاعب بها على مستوى واسع، لكن المستغرب والمستهجن أنها ومندوبي الدول التي تسير في فلكها تصر على الحديث عن محاسبة المتورطين في الهجوم المزعوم الذي لم يحصل بتأكيد خبراء المنظمة الدولية.
تدرك الولايات المتحدة جيداً أن مجرد تراجعها عن مزاعمها تلك سوف يرتد عليها وعلى المحور الذي يحارب الدولة السورية وستكون له تداعيات كبيرة ضدهم، كما سيشكل مفترقا لمصلحة سورية ومن يدعمها، لذلك نتوقع أن تستمر واشنطن في جلافتها، بل وفي تصعيد ادعاءاتها ضد الدولة السورية ومن يقف معها.
وبالرغم من الشهادة التي قدمها أحد مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إيان أندرسون المختص بعلم حركة المقذوفات والتي أكد فيها انحراف تقرير المنظمة عن الفهم المشترك للمفتشين الذين تم نشرهم عقب الهجوم المزعوم في دوما، وأن الخبراء لديهم قناعة بأنه لم يكن هناك هجوم كيميائي، بقيت مداخلات مندوبي الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تعيد الاسطوانة ذاتها والحديث عن القانون وحقوق الإنسان التي ينتهكونها كل يوم.
فالوثائق المسربة وشهادات محققي وخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس لها أي قيمة في عرف الهيمنة الأميركية، فقط شهادة شاهد من خلف الحدود وصورة مفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بالمصداقية لدى دجالي العصر وطغاته.
لكن الحالة الإيجابية اليوم أن الوضع العالمي يتحول، والسطوة الأميركية التي مازالت مؤثرة عالمياً تتآكل، ولابد أن يأتي يوم ترغم فيه الولايات المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الاعتراف بجريمة العصر التي ارتكبوها بحق سورية وشعبها، وعندها لن يكون الاعتذار كاف ولا دفع التعويضات عما لحق بالسوريين من ضرر وألم، بل ينبغي أن يحاكم المسؤولون عنها وفي المحكمة نفسها التي يتباهون بطلب الناس إليها بسطوة الهيمنة وقوة شريعة الغاب.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 22 – 1 – 2020
رقم العدد : 17174

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة